ألم العصب ثلاثي التوائم: أسبابه، علاجه

ما هو ألم العصب ثلاثي التوائم؟

يعتبر ألم العصب مثلث التوائم من أشد الآلام التي قد يعاني منها الإنسان وأكثرها تعقيدًا، تخيل أن تصاب فجأة بألم شديد شبيه بصدمة كهربائية في وجهك عندما تقوم بغسله أو تنظيف أسنانك، أو حتى عندما تشرب قهوة الصباح. يتركز الألم على طول الجزء السفلي من الوجه أو الفك، ويمكن أن يؤثر على الأنف أو الفم أو حول العين، مع نوبات تستمر لمدة تصل إلى دقيقتين وتتكرر عدة مرات في اليوم. تسمى هذه الحالة ألم العصب ثلاثي التوائم، تعرف معنا على أسبابها وكيفية تدبيرها.

ما هو ألم العصب ثلاثي التوائم؟

ألم العصب ثلاثي التوائم هو أكثر حالات الألم الوجهي شيوعًا. يصيب العصب ثلاثي التوائم الذي ينقل الإحساس من الوجه إلى الدماغ. تحدث أغلب الحالات عند النساء وخاصة في الأعمار فوق 50 عامًا. يمكن أن تسبب الأنشطة اليومية الاعتيادية ألمًا شديدًا، ويكون هذا الألم مرهقًا جسديًا وعاطفيًا. لكنه قد يختفي لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات، فيبقى الشخص المصاب بألم العصب ثلاثي التوائم بحالة قلق واكتئاب وتفكيره عالق ما بين الظهور غير المتوقع لنوبة الألم واحتمال عودته في المستقبل.

على الرغم من أنه لا يمكن علاج ألم العصب ثلاثي التوائم بشكل نهائي، إلا أن العلاجات الدوائية والجراحية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض المزعجة في كثير من الحالات.

صفات وميزات ألم العصب ثلاثي التوائم

يتميز ألم العصب ثلاثي التوائم بالصفات والخصائص التالية:

  • ألم يتركز في جانب واحد من الوجه، غالبًا حول العين أو الخد أو الجزء السفلي من الوجه (على الرغم من أنه قد يحدث أحيانًا في كلا الجانبين).
  • يوصف الألم بأنه شديد وحاد أو طاعن، وقد يكون مصحوبًا بتشنجات تشبه الحركات اللاإرادية.
  • يحدث خلال عدة أيام في الأسبوع، تليها فترات يختفي خلالها.
  • تزداد شدة نوبات الألم بمرور الوقت.
  • يمكن أن ينجم الألم عن اللمس أو الاهتزازات أو الحركة.

ما هي أسباب حدوث ألم العصب ثلاثي التوائم؟

ما تزال أسباب ألم العصب ثلاثي التوائم غير معروفة بدقة، لكن العديد من الخبراء يفسرونها بضغط أحد الأوعية المجاورة على العصب ثلاثي التوائم، ما يؤدي إلى حدوث التهاب يؤدي في النهاية إلى تلف العصب وزيادة النشاط الكهربائي على مساره، وبالتالي تحفيز مناطق الألم في الدماغ.

تشمل الأسباب الأقل شيوعًا للألم: الأورام التي تضغط على العصب والتصلب اللويحي، والتي تؤدي أيضًا إلى أذيات في العصب ثلاثي التوائم، ومن الأسباب الأخرى اضطرابات الأوعية الدموية في الدماغ، والشيخوخة الطبيعية والسكتة الدماغية.

وفي بعض الحالات لا يمكن تحديد سبب رئيسي لحدوث الألم.

كيف يتم تشخيص ألم العصب ثلاثي التوائم؟

قد يستغرق الوصول للتشخيص الكثير من الوقت بسبب عدم وجود اختبار محدد لتأكيد الإصابة بالألم ثلاثي التوائم، لكن فهم مصدر الألم يعد أمرًا جوهريًا. سوف يستمع الطبيب المختص بعناية إلى وصف الأعراض ويسجلها، ويأخذ تاريخًا طبيًا وعائليًا مفصلًا، ثم يجري فحصًا عصبيًا شاملًا.

قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء فحص بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب للمساعدة في استبعاد التشخيصات الأخرى، والتأكد من عدم وجود ورم يضغط على العصب ثلاثي التوائم أو مشاكل طبية أخرى يمكن أن تسبب هذه الحالة.

بمجرد الوصول إلى التشخيص، يتم تحديد نوع ألم العصب ثلاثي التوائم:

  1. الأساسي: يكون سببه انضغاط في العصب.
  2. الثانوي: يرتبط باضطرابات أخرى، مثل: الشيخوخة الطبيعية والأورام والرضوض والعدوى الفيروسية والتصلب اللويحي.
  3. مجهول السبب: لا يمكن العثور على سبب واضح للألم.

كيف يتم تدبير ألم العصب ثلاثي التوائم؟

الأدوية

تساعد الأدوية في تخفيف آلام العصب ثلاثي التوائم، ولكن يمكن أن تنخفض فعاليتها بمرور الوقت، وقد تؤثر على التفكير والمشي والوظائف الأخرى نظرًا لأن العديد من الأدوية تعمل عن طريق إبطاء التوصيل الكهربائي للألم، ومن الأثار السلبية أيضًا الشعور بالنعاس. يجب أن يبقى الأطباء على دراية بأي آثار جانبية سلبية قد تحدث بسبب الدواء وما إذا كان نوع الدواء أو الجرعة فعالًا أم لا.

تشمل الأدوية الشائعة في العلاج ما يلي: مضادات الاختلاج. غالبًا ما تكون أدوية الكاربامازيبين (تيغريتول) والأوكسكاربازيبين (تريلبتول) هي أدوية  الخط الأول في علاج ألم العصب ثلاثي التوائم. يعتقد العديد من الأطباء أن تخفيف هذه الأدوية للآلام الوجهية يؤكد التشخيص، فهي تحقق تخفيفًا جزئيًا للألم عند 80% إلى 90% من الأشخاص على الأقل. تعطى مضادات الاختلاج إما بمفردها أو بالتشارك مع أدوية أخرى. تفقد العديد من هذه الأدوية فعاليتها بمرور الوقت، ما يتطلب جرعاتٍ أعلى أو أنواعًا مختلفة من الأدوية التي يجب تناولها معًا. من الآثار الجانبية لمضادات الاختلاج: الدوار والارتباك والنعاس والغثيان. يمكن أن يؤدي الكاربامازبين أيضًا إلى تفاعلات دوائية تحسسية خطيرة لدى بعض الأشخاص.

حقن البوتوكس

أظهرت العديد من الدراسات أن حقن البوتوكس قد تقلل الألم الناتج عن ألم العصب ثلاثي التوائم لدى الأشخاص الذين لم ينفع معهم العلاج الدوائي. يبدو أن حقن البوتوكس في مناطق تحفيز الألم توفر تخفيفًا سريعًا للألم مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية. أظهرت إحدى الدراسات أن 90% من الأشخاص الذين استخدموا حقن البوتوكس أظهروا تحسنًا، ومع ذلك، يجب إجراء المزيد من الدراسات قبل استخدام هذا العلاج على نطاق واسع لهذه الحالة.

العلاجات الجراحية

تقدم جميع الخيارات الجراحية مجموعة مخاطر وفوائد، بالإضافة إلى معدلات نجاح متفاوتة. يجب أخذها بعين الاعتبار لتحديد الإجراء المناسب لكل حالة. لقد أظهرت الإجراءات الجراحية لألم العصب ثلاثي التوائم فائدة عند 60% – 80% من الحالات، لكن من الممكن أن تتبعها عدة مضاعفات أو عودة الألم في نهاية المطاف.

لا يعرف الأطباء كيفية الوقاية من ألم العصب ثلاثي التوائم بشكل مؤكد. من المفيد تجنب بعض الأنشطة التي يبدو أنها تسبب الألم أكثر من غيرها. في حين أن الحالة يمكن أن تختفي لأشهر أو حتى سنوات، ليس هناك ما يضمن أنها لن تتكرر مرة أخرى. في غضون ذلك الوقت، يمكن أن يساعد البقاء قدر الإمكان بصحة جيدة جسديًا ونفسيًا في التعامل مع هذه الحالة.

Loading spinner

تحدث مع طبيب على مدار الساعةخدماتنا متوفرة طوال اليوم حيث يمكنك وصف استشارتك بوضوح وبأسهل طريقة ممكنة

Share your love