هل السرطان مرض وراثي؟

هل يمكن أن يكون السرطان وراثي فعلًا؟ أم أنها محض خرافات؟

تبدأ جميع أنواع السرطان بعد حدوث تغيرات جينية داخل الخلية. تحدث هذه الطفرات الجينية بعدة طرق، فبعض الطفرات الجينية يحدث بسبب عوامل بيئية خارجية، وبعضها يحدث أثناء الانقسام الطبيعي للخلايا، وقد نولد حاملين لبعض الطفرات الجينية. عندما تتداخل الطفرات الجينية مع النمو الطبيعي للخلايا، تبدأ الخلية في النمو دون وجود ضوابط لنموها، وتصبح خلايا سرطانية شاذة. تزداد مخاطر الإصابة بالسرطان مع تقدم العمر، نتيجة تراكم الأذيات التي تلحق بالخلايا، مع ضعف جهاز المناعة وشيخوخة الخلايا.

هل للسرطان أسباب وراثية؟

إذا كان والدك يعاني من طفرة جينية، فهذا لا يعني أنك مصاب بها أيضًا، وبالمثل، إذا كان لديك طفرة جينية، فهذا لا يعني أن طفلك سيصاب بها. لكل شخص نسختان من كل جين: واحدة من الأب (الذي لديه نسختان من الجين)، والأخرى من الأم (التي لديها نسختان من الجين)، واحتمال انتقال الطفرة للابن هي 50/50.

إذا ورثت طفرة يزيد خطر الإصابة بالسرطان، فهذا لا يعني أنك ستُصاب بالسرطان حتمًا، ولكن هذا يعني أنك تملك مخاطر أكثر من غيرك للإصابة بالسرطان. إن اكتشاف إصابتك بالطفرة يخلق فرصًا لتقليل المخاطر من خلال فحوص الكشف المبكر عن السرطان، واتباع إجراءات الحد من المخاطر الأخرى.

ما هي أهم العلامات التي تشير إلى الإصابة بسرطان وراثي؟

يُعتقد أن حوالي 5 إلى 10% من الأورام الخبيثة وراثية. تشمل العلامات التي تشير إلى الإصابة بسرطان وراثي ما يلي:

  • اثنان أو أكثر من الأقارب يعانون من نفس النوع من السرطان، مع تأثر عدة أجيال.
  • ظهور السرطان في عمر مبكر، ويعتبر من أقوى مؤشرات السرطان الوراثي. على سبيل المثال، يعد تشخيص سرطان القولون في سن 35 دليلًا أقوى بكثير على الإصابة بسرطان وراثي مقارنة بالتشخيص في سن 85.
  • الإصابة بأكثر من سرطان في نفس الوقت.
  • الإصابة العائلية بواحد من السرطانات المعروف بأنها مرتبطة وراثيًا (مثل سرطان الثدي والمبيض وسرطان القولون والرحم).
  • وجود علامات جسدية مرتبطة بسرطان وراثي (مثل الشامات وسرطان الجلد أو الأورام الحميدة وسرطان القولون).

هل من الشائع وجود عدة أقارب مصابين بالسرطان؟

السرطان مرض شائع جدًا. هذا يعني أن معظم الناس سيكون لديهم بعض الأقارب المصابين بالسرطان، خاصة في العائلات الكبيرة. العمر هو أكبر عامل خطر لمعظم أنواع السرطان. قد يرتبط نمط الحياة المشترك والبيئة والتغييرات الجينية الطفيفة أيضًا بمخاطر الإصابة بالسرطان في بعض العائلات.

يمكن أن يبدو أحيانًا أن السرطانات غير الناتجة عن الطفرات الجينية الموروثة تتوارث في العائلات. على سبيل المثال، يمكن أن تتسبب البيئة المشتركة أو نمط الحياة المشترك، مثل التدخين، في ظهور سرطانات مماثلة بين أفراد الأسرة.

السرطان والجينات

هناك نوعان من الجينات التي أثبتت الدراسات ارتباطها بالسرطان:

أولاً: الجينات الورمية:

تساعد الجينات الورمية الخلايا على النمو. قد تحدث طفرة في الجين الورمي تؤدي إلى تنشيطه بشكل دائم، ما يؤدي إلى نمو الخلية خارج نطاق السيطرة، ويؤدي للإصابة بالسرطان. تحدث بعض متلازمات السرطان بسبب الطفرات الموروثة من الجينات الورمية التي تتسبب في تنشيط الجين الورمي. لكن معظم الطفرات المسببة للسرطان التي تشمل الجينات الورمية مكتسبة وليست وراثية. تنشط الجينات المسرطنة عمومًا عن طريق:

  • إعادة ترتيب الكروموسومات: التغييرات في الكروموسومات التي تضع جينًا بجانب آخر، ما يسمح لأحد الجينات بتنشيط الآخر.
  • الازدواج الجيني: وجود نسخ إضافية من الجين، ما يؤدي إلى إنتاج الكثير من بروتين معين.

هناك نوعان من الجينات الورمية الشائعة هما:

  • HER2، بروتين متخصص يتحكم في نمو السرطان وانتشاره. يوجد في بعض الخلايا السرطانية. على سبيل المثال، خلايا سرطان الثدي والمبيض.
  • عائلة الجينات RAS، والتي تصنع البروتينات المشاركة في مسارات الاتصال الخلوي ونمو الخلايا وموت الخلايا.

ثانيًا: الجينات الكابتة للورم:

الجينات الكابتة للورم هي جينات تعمل على إبطاء انقسام الخلايا، أو إصلاح أخطاء الحمض النووي، أو تنظيم موت الخلايا المبرمج. وعندما لا تعمل الجينات الكابتة للورم بشكل صحيح، يمكن أن تنمو الخلايا خارج نطاق السيطرة، ما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

تتضمن أمثلة الجينات الكابتة للورم BRCA1 وBRCA2  وp53.

تزيد طفرات جينات BRCA1 أو BRCA2 من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي الوراثي أو سرطان المبيض وخطر إصابة الرجل بسرطان البروستات أو سرطان الثدي الوراثي. كما أنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس وسرطان الجلد لدى النساء والرجال. الجين الأكثر شيوعًا في الإصابة بالسرطان هو p53. ففي أكثر من 50% من السرطانات يغيب جين p53 أو يكون طافرًا.

فيما يلي بعض الطفرات الجينية المعروفة التي يمكن أن تنتقل إلى الأطفال:

  • ترتبط الطفرات في جين CDH1 بسرطان المعدة المنتشر الوراثي، وهو نوع نادر من سرطان المعدة، بالإضافة إلى سرطان الثدي.
  • ترتبط الطفرات الموروثة في جين PALB2 بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. في بعض الأحيان، يمكن أيضًا العثور على هذه الطفرة في العائلات التي لديها حالات متعددة من سرطان البنكرياس.
  • تسبب طفرة في جين STK11 متلازمة بوتز جيغر. الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة لديهم مخاطر أعلى من المتوسط ​​للإصابة بسرطان الثدي وعنق الرحم والمبيض والجهاز الهضمي والبنكرياس.
  • تم ربط التغييرات في جينات CDKN2A أو CDK4 بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.

قد تساعد دراسة جينات السرطان الأطباء في إيجاد طرق أفضل من أجل:

  1. توقع خطر إصابة أي شخص بالسرطان.
  2. تشخيص السرطان.
  3. علاج السرطان.

من هم المعرضون لخطر الإصابة بالسرطانات الموروثة؟

هناك فرق بين السرطانات العائلية والسرطانات الموروثة. يُستخدم مصطلح السرطان العائلي لوصف الحالة التي يتم فيها تشخيص إصابة عدد أكبر من أفراد عائلة معينة بنوع من السرطان أكثر مما هو متوقع إحصائيًا، ولكن السبب غير معروف. قد تساهم الأسباب الوراثية وأسلوب الحياة بشكل منفصل أو معًا في ارتفاع معدل الإصابة في الأسرة. في المقابل، يستخدم مصطلح السرطان الموروث للإشارة إلى السرطانات العائلية التي تم تحديد سبب وراثي فيها.

المصدر: 1

Loading spinner

تحدث مع طبيب على مدار الساعةخدماتنا متوفرة طوال اليوم حيث يمكنك وصف استشارتك بوضوح وبأسهل طريقة ممكنة

Share your love