لقاحات الأطفال، حقائق ومعلومات هامة

تساعد اللقاحات الأطفال في تجنب الأمراض الخطيرة، ماذا تعرف عنها؟

تحمي اللقاحات التي تُعطى في مرحلة الطفولة من مجموعة متنوعة من الأمراض الخطيرة والمميتة، بما في ذلك الدفتيريا والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وشلل الأطفال والكزاز والشاهوق (السعال الديكي) وغيرها. إذا بدت هذه الأمراض غير شائعة أو لم تسمع بها من قبل، فإن ذلك لأن اللقاحات قد قضت عليها وجعلتها تختفي تقريبًا من الوجود بعد أن كانت تسبب ملايين الوفيات في القرون الماضية.

لمحة تاريخية عن اللقاحات

تعود المحاولات الأولى للتلقيح والوقاية من الأمراض إلى مئات السنين، لكن الطبيب إدوارد جينر يُعتبر المؤسس الحقيقي لعلم اللقاحات في عام 1796، وذلك بعد أن لقح صبيًا يبلغ من العمر 13 عامًا بفيروس جدري البقر، وأظهرت هذه الطريقة فعالية في الوقاية من الجدري البشري، ثم طوَّر العلماء لقاحات حديثة للجدري وعلى مدى القرنين التاسع عشر والعشرين تم إجراء تلقيح جماعي للبشر، ما أدى لاختفاء مرض الجدري نهائيًا من العالم في عام 1979.

قادت تجارب لويس باستور إلى تطوير لقاح الكوليرا الحي المضعف ولقاح الجمرة الخبيثة المعطل في أعوام 1897 و1904 على التوالي، وطُورت لقاحات أخرى في القرن التاسع عشر مثل لقاح الطاعون ولقاح السل (BCG) والذي لا يزال يستخدم حتى اليوم، وفي عام 1923، اكتشف ألكسندر جليني طريقة لإبطال مفعول ذيفان الكزاز بالفورم ألديهايد، واستخدمت نفس الطريقة لتطوير لقاح الدفتيريا في عام 1926، بينما استغرق تطوير لقاح الشاهوق وقتًا أطول بكثير حتى عام 1948.

تم تطوير طرق زراعة الأنسجة الفيروسية في الفترة الممتدة من 1950 – 1985، وأدى ذلك إلى ظهور لقاح شلل الأطفال Salk (المعطل) ولقاح شلل الأطفال Sabin (الفموي المضعف الحي). لقد قضى التمنيع الجماعي ضد شلل الأطفال على المرض بشكل نهائي في مناطق عديدة حول العالم.

لماذا يتم إعطاء اللقاحات في وقت مبكر جدًا؟

من المرجح أن تحدث الأمراض المعدية الخطيرة، عندما يكون الطفل صغيرًا جدًا ويكون خطر حدوث المضاعفات أكبر، ما يجعل التلقيح المبكر، الذي يبدأ أحيانًا بعد الولادة بفترة قصيرة ضروريًا. إذا قمت بتأجيل اللقاحات حتى يكبر الطفل، فقد يكون الأوان قد فات على تحقيق الاستفادة القصوى منها.

هل من المقبول انتقاء واختيار لقاحات محددة؟

لا يعد تخطي اللقاحات فكرة جيدة، لأن هذا يمكن أن يجعل طفلك عرضةً للإصابة بأمراض خطيرة يمكن تجنبها. بالنسبة لبعض الأطفال، بما في ذلك أولئك الذين لا يستطيعون تلقي لقاحات معينة لأسباب طبية (مثل مرضى السرطان)، فإن الحماية الوحيدة لهم من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتلقيح هي مناعة الأشخاص من حولهم، وبالتالي إذا انخفضت معدلات اللقاح، فقد تصبح الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات تهديدات منتشرة من جديد تؤثر على المجتمع ككل.

لماذا نحتاج إلى لقاحات لأمراض لم يعد يصاب بها أحد اليوم؟

لا تزال هذه الأمراض موجودة حتى وإن كانت نادرة. بفضل برامج اللقاحات، تراجعت جميع الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، ولكن عندما تنخفض معدلات التلقيح، يمكن أن تعود هذه الأمراض بسرعة. لا يزال العديد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات تحدث في أجزاء أخرى من العالم، ومع السفر والهجرة، هناك خطر حقيقي لعودة انتشار هذه الأمراض. أي طفل لم يتم تلقيحه يكون معرضًا للخطر عند استيراد العدوى نتيجةً لظروف معينة.

تكمن أهمية اللقاحات، لأنها لا تساعد فقط في الحفاظ على صحة الطفل، بل تساعد جميع الأطفال من خلال الحد من انتشار العدوى وربما القضاء على أمراض الطفولة الخطيرة.

هل التأثيرات الجانبية للقاح خطيرة؟

يمكن أن يسبب أي لقاح آثارًا جانبية. تكون هذه الآثار الجانبية طفيفة عادةً، ومن أهمها:

  • ردود فعل تحسسية موضعية: يمكن أن يحدث تورم واحمرار وألم في مكان الحقن. في أغلب الأحيان، تبدأ هذه الأعراض في غضون 24 ساعة من الحقنة، وغالبًا ما تستمر أقل من 5 أيام، ويمكن أن تستمر في حالة  اللقاح الثلاثي DTaP حتى 7 أيام.
  • حمى: تبدأ الحمى المصاحبة لمعظم اللقاحات في غضون 24 ساعة وتستمر من يوم إلى يومين.
  • ردود فعل متأخرة: يمكن أن تحدث الحمى والطفح الجلدي مع لقاح MMR ولقاح الجدري المائي. تبدأ هذه الأعراض متأخرة، عادة ما بين 1 و 4 أسابيع.
  • فرط الحساسية: ردود الفعل التحسسية الشديدة نادرة جدًا. تبدأ في غضون 20 دقيقة من إعطاء اللقاح، وتتطلب تدبيرًا فوريًا.

على الرغم من أن هذه الآثار الجانبية النادرة تثير القلق، فإن خطر تسبب اللقاح في خطر صحي كبير على الطفل ضئيل للغاية. إن فوائد تلقيح الأطفال أكبر بكثير من الآثار الجانبية المحتملة. بالطبع، لا يتم إعطاء اللقاحات للأطفال الذين لديهم حساسية من مكونات لقاح معينة. وبالمثل، إذا أصيب طفلك برد فعل مهدد للحياة تجاه لقاح معين، فلن يتم إعطاء جرعات أخرى من نفس اللقاح.

مدة المناعة التي تقدمها اللقاحات

تختلف مدة المناعة باختلاف الأمراض واللقاحات. لا يتم توفير مناعة مدى الحياة عن طريق العدوى الطبيعية (الإصابة بالمرض) أو التلقيح. يهدف التوقيت الموصى به لجرعات اللقاح إلى تحقيق أفضل حماية مناعية لتغطية الفترة التي يكون فيها التعرض للمرض في أعلى مستوياته. وأهم ما يجب معرفته في هذا السياق:

  • العديد من اللقاحات المستخدمة اليوم جديدة نسبيًا، ويتم تحديث البيانات المتعلقة بمدة الفترة الزمنية التي تمنح فيها المناعة باستمرار.
  • بالنسبة للعديد من الأمراض تتضاءل المناعة بعد الإصابة الطبيعية.
  • تختلف مدة المناعة التي توفرها اللقاحات باختلاف مجموعة من العوامل، لا سيما اللقاح نفسه.
  • تحفز اللقاحات الحية بشكل عام مناعة أطول عمرًا من اللقاحات التي تحتوي على فيروسات ميتة.
  • لا تولد لقاحات عديد السكاريد خلايا ذاكرة مناعية طويلة العمر.
  • لدى صغار السن وكبار السن، يمكن أن تكون مدة المناعة محدودة.

فعالية اللقاح

تقاس فعالية اللقاح بمقارنة معدلات المرض بين الأشخاص الملقحين وغير الملقحين. يتم قياس الفعالية في التجارب السريرية الخاضعة للمراقبة.

لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100%، ونسبة صغيرة من الأشخاص غير محميين بعد التلقيح، وبالنسبة للآخرين قد تتضاءل الحماية بمرور الوقت. لا يتمكن بعض الأشخاص من أخذ اللقاح بسبب ظروف معينة مثل تثبط المناعة. تعزيز المناعة لدى هؤلاء الأشخاص وعزلهم يحميهم من المرض.

المصادر: 12

Loading spinner

تحدث مع طبيب على مدار الساعةخدماتنا متوفرة طوال اليوم حيث يمكنك وصف استشارتك بوضوح وبأسهل طريقة ممكنة

Share your love