هل يسبب الليزر سرطان الجلد؟

تنتشر العديد من الشائعات حول الليزر وسرطان الجلد، ما مدى دقة هذا؟

ازداد استخدام الليزر في مختلف الاختصاصات الطبية وخاصة التجميلية منها خلال السنوات الماضية، وقد حقق هذا العلاج نتائج فعالة بشكل كبير ولاقى رضا وقبول لدى المرضى والأطباء على حدٍ سواء، إلا أن العديد من الشكوك ما تزال تراود كثيرين حول أمان الليزر وتأثيراته الجانبية، ومن أهمها وجود ارتباط بين العلاج بالليزر وخطر الإصابة بسرطان الجلد.

ما هي مبادئ العلاج بالليزر؟

العلاج بالليزر هو أحد أساليب العلاجات الطبية الحديثة، والتي تعتمد على استخدام طاقة الليزر لتحقيق أهداف علاجية محددة، ويمتاز هذا النوع من العلاج بقدرته الفائقة على التركيز على مناطق صغيرة دون إحداث ضرر كبير للأنسجة المحيطة، وهذا يعني أنه يسبب ألمًا وتورمًا وتندبًا أقل من الجراحة التقليدية مع تحقيق نتائج علاجية ممتازة، ومع ذلك يؤخذ على هذا العلاج أنه مكلف نسبيًا، وقد يحتاج المريض لإجراء عدة جلسات للوصول إلى الأهداف العلاجية المرجوة.

استخدامات الليزر الطبية والعلاجية

كما ذكرنا سابقًا، فإن العلاج بالليزر له عدة استخدامات طبية معظمها تجميلي وبعضها الآخر علاجي، فأجهزة الليزر لها أنواع مختلفة بأطوال أمواج مختلفة يستخدم كل منها في علاجات محددة، ومن أهم الاستخدامات الطبية للعلاج بالليزر:

  • علاج حب الشباب والندبات التالية له.
  • تخفيف ظهور التجاعيد وزيادة حيوية ونضارة البشرة.
  • علاج تساقط الشعر الناتج عن الثعلبة أو الشيخوخة.
  • إزالة الأشكال المختلفة من الندبات غير المرغوب بها.
  • إزالة الأوشام غير المرغوب فيها.
  • إزالة التصبغات الجلدية كالكلف والنمش.
  • إزالة بعض أنواع الوحمات.

أما أهم الاستخدامات العلاجية الطبية لليزر فتشمل:

  • علاج الدوالي وتوسع الأوردة.
  • تفتيت حصيات الكلية.
  • تجريف البروستات.
  • تحسين الرؤية وتصحيح انفصال الشبكية.
  • علاج الألم وخاصة آلام أسفل الظهر.

هل استخدام الليزر آمن في العمليات التجميلية؟

في الحقيقة، فإن سلامة أجهزة الليزر المستخدمة في العمليات التجميلية تعتمد على عدة عوامل، أهمها كفاءة الشخص الذي يقوم بتطبيق العلاج بالإضافة إلى جودة ونوعية أجهزة الليزر المستخدمة.

تظهر الدراسات أن معظم الأشخاص الذين استخدموا الليزر في العمليات التجميلية أكدوا أنه آمن وجيد التحمل وكانوا راضين عن النتائج التي حصلوا عليها ولم يبلغوا عن أي مخاطر صحية طويلة المدى مرتبطة بالإجراء، ومع ذلك فقد يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية خفيفة بعد استخدام الليزر والتي تتراجع لوحدها مع مرور الوقت، وعلى العموم ينبغي استخدام هذه العلاجات دائمًا تحت إشراف طبيب مختص للحصول على أفضل نتائج ممكنة.

هل يسبب العلاج بالليزر سرطان الجلد؟

توجد الكثير من الخرافات التي ترتبط بالعلاج بالليزر وعلاقته بسرطان الجلد والأورام الخبيثة الأخرى، ولعل من أهم هذه الخرافات وأكثرها انتشارًا أن العلاج بالليزر يمكن أن يسبب سرطان الجلد، ومصدر هذه الخرافة هو التحذير الدائم من قبل الأطباء للناس بتجنب التعرض المستمر لأشعة الشمس للوقاية من حدوث سرطان الجلد، حيث تعمل أشعة الشمس على إحداث تغييرات في المادة الوراثية لخلايا الجلد، ويؤدي ذلك إلى تكاثر هذه الخلايا بسرعة وبشكل غير مضبوط ما يؤدي لتشكل سرطان الجلد، وهذا ما دفع بعض الأشخاص للاعتقاد بأن أشعة الليزر تملك نفس التأثير على خلايا الجلد، ولكن في الحقيقة لا يوجد أي دليل طبي على وجود صلة بين العلاج بأشعة الليزر وزيادة حدوث السرطان، فكيف ذلك؟

إن أشعة الليزر المستخدمة في الإجراءات العلاجية والتجميلية تختلف بشكل كبير عن أشعة الشمس فهي لا تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية، والتي تعتبر من العوامل المؤهبة الرئيسية لتطور سرطان الجلد، فهي أشعة مؤينة وتعمل على إحداث تغييرات في المادة الوراثية لخلايا الجلد، أما أشعة الليزر فهي أشعة غير مؤينة ولا تسبب أي أذية للمادة الوراثية ولا تزيد من تكاثر خلايا الجلد وبالتالي لا تؤهب لحدوث السرطان.

وبالإضافة إلى ذلك، لا يدرك معظم الناس فكرة أنه خلال استخدام أشعة الليزر في العلاجات الطبية والتجميلية يتم تطبيق هذه الأشعة فقط لعلاج الطبقة العليا من الجلد دون تأثر الأعضاء الأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر، وبالتالي يزيل ذلك أي فرص لتطور السرطان، وفي الواقع، تعتمد العديد من علاجات سرطان الجلد اليوم على استخدام أشعة الليزر لاستئصال الخلايا السرطانية بشكل كامل مع الحد من أذية النسيج السليم المحيط، ولذلك، يمكننا القول بكل تأكيد إن أشعة الليزر لا تسبب حدوث سرطان الجلد. لقد أجريت العديد من الدراسات السريرية واسعة النطاق والتي شملت آلاف الأشخاص الذين خضعوا للعلاج بالليزر، لم تظهر هذه الدراسات أي ارتباط بين استخدام الليزر والسرطان.

ما هي أهم التأثيرات الجانبية لأشعة الليزر المستخدمة في العمليات التجميلية؟

على الرغم من أن أشعة الليزر آمنة ولا تسبب السرطان، إلا أن لأشعة الليزر المستخدمة في العمليات التجميلية بعض التأثيرات الجانبية الخفيفة والتي تتراجع لوحدها مع مرور الوقت، ومن أهم هذه التأثيرات:

  • الاحمرار والتورم والحكة: قد يصبح الجلد المعالج متورمًا وحاكًا وأحمر اللون، وهذه الأعراض قد تكون شديدة كما أنها قد تستمر لعدة أشهر في بعض الحالات.
  • العدوى: من الممكن أن يؤدي استخدام أشعة الليزر إلى الإصابة بعدوى جرثومية أو فيروسية أو فطرية، أو تفعيل عدوى سابقة كامنة كفيروس الهربس.
  • حدوث تغيرات في لون البشرة: على الرغم من استخدام أشعة الليزر في علاج تصبغات الجلد إلا أنه من الممكن أن يسبب بنفسه زيادةً أو نقصًا في تصبغ جلد المنطقة المعالجة، وهذا التغير اللوني يدوم لعدة أسابيع فقط في معظم الحالات إلا أنه من الممكن أن يكون دائمًا خاصة لدى أصحاب البشرة الداكنة.
  • حب الشباب: من الممكن أن يؤدي وضع الكريمات والضمادات السميكة على الوجه المعالج بالليزر لظهور حب الشباب، وعادةً ما يكون ذلك مؤقتًا ويتراجع مع مرور الوقت.
  • التندب: في حالات قليلة من الممكن أن يترافق استخدام أشعة الليزر مع حدوث ندبات دائمة على سطح الجلد.

إن العلاج باستخدام الليزر هو طريقة حديثة ومتطورة ظهرت في السنوات القليلة الماضية، وأثبتت فعاليتها في العديد من الحالات الطبية والتجميلية، وقد أكدت الدراسات أن استخدام الليزر في المجال الطبي آمن ولا يوجد أي ارتباط بينه وبين السرطان.

المصادر: 12

Loading spinner

تحدث مع طبيب على مدار الساعةخدماتنا متوفرة طوال اليوم حيث يمكنك وصف استشارتك بوضوح وبأسهل طريقة ممكنة

Share your love