كيف يتم تحضير المدخنين للجراحة؟

للمدخن ظروف خاصة عند تحضيره لعملية جراحية، فكيف يتم تحضيره؟

يعتبر الجهاز التنفسي أكثر أعضاء الجسم تأثرًا بالتدخين. تتدهور وظائف الرئة لدى المدخنين ما يؤدي إلى نقص الأكسجة وإلى حدوث اختلاطات ومضاعفات أثناء التخدير وبعد العمل الجراحي وفي الأيام التالية للعملية الجراحية. قد يعاني المريض المدخن من القشع والسعال الشديد أثناء وبعد العمل الجراحي، ما يؤدي إلى شد على الجرح وحدوث ألم قد لا يستجيب على المسكنات التقليدية.

قد يؤدي السعال المتكرر بعد العمل الجراحي إلى الشد على القطب ما يؤدي إلى انفتاح الجرح أو حدوث الفتوق الجراحية، وقد يؤدي الضغط الناتج عن السعال إلى انفتاح أحد الأوعية الدموية ويحرض على حدوث النزف، ويحتاج إجراء عمل جراحي آخر، ويسبب تراكم المفرزات لدى بعض المرضى إلى انسداد الطرق التنفسية وحدوث الالتهابات الرئوية التي قد تكون قاتلة. بالإضافة لذلك قد يؤدي التدخين لمضاعفات قلبية ووعائية، إذ يؤدي التدخين لفترة طويلة إلى تصلب الشرايين وارتفاع الضغط الشرياني، ومع التخدير والجراحة يؤهب ذلك لتشكّل الخثرات سواءً في القلب أو الدماغ أو أوردة الساق. 

يسبب تصلب الشرايين ضعف وصول الدم إلى الجلد، ما يؤهب لحدوث مضاعفات مثل التهابات الجروح وتأخر الشفاء، ويسيء ذلك إلى النتيجة التجميلية، إذ يؤدي لتشكل ندبة كبيرة مقارنة بالمرضى غير المدخنين. وللتدخين أيضًا تأثير سلبي على الكسور والتئام الجروح بعد الجراحة، تستغرق العظام المكسورة وقتًا أطول للشفاء عند المدخنين بسبب التأثيرات الضارة للنيكوتين على إنتاج الخلايا المكونة للعظام. وبسبب كل هذه المضاعفات، يجب على المدخن التوقف عن التدخين قبل فترة كافية من العمل الجراحي.

يجب أن يقوم المريض المدخن بإيقاف التدخين قبل وبعد العملية

  1. قبل العملية: كلما كانت فترة إيقاف التدخين قبل العمليات الجراحية أطول كان ذلك أفضل، وتعتبر الفترة المثالية لإيقاف التدخين هي شهرين قبل العملية على الأقل، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فيجب التوقف عن التدخين لمدة أسبوعين على الأقل قبل أي عملية جراحية.
  2. في يوم العملية: إذا لم ينقطع المريض عن التدخين لفترة كافية قبل العملية فمن المهم للغاية أن يوقف المريض التدخين في يوم العملية على الأقل وخاصة صباح العملية، نظرًا لأن التدخين في يوم العملية له ضرر ومخاطر كبيرة.
  3. بعد العملية: يفضل ألا يعود المريض للتدخين بعد العملية وخاصة في مساء العمل الجراحي، وكلما كانت فترة إيقاف التدخين بعد العملية أطول كان ذلك أفضل.

فوائد وإيجابيات الإقلاع عن التدخين قبل العمليات الجراحية

إن إيقاف التدخين حتى ولو لفترة قصيرة يمنح المريض العديد من الفوائد، وذلك بالنظر للآثار الضارة للنيكوتين وأول أكسيد الكربون على القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي. نظرًا لأن عمر النصف لأول أكسيد الكربون هو 4 ساعات ونصف عمر النيكوتين هو 30 دقيقة، فإن فترة الامتناع عن التدخين القصيرة نسبيًا تساعد في تجنب بعض الآثار الضارة.

بعد الإقلاع عن التدخين، تقل أعراض السعال والوزيز في غضون أسابيع. لكن التهاب الرئة يستغرق وقتًا أطول. يتراجع تضخم الخلايا الكأسية في الرئة وينخفض عدد الخلايا الضامة السنخية، لكن تدمير السنخ وتضخم العضلات الملساء والتليّف قد يكون دائمًا. من المقدر أن الأمر يستغرق عدة أشهر حتى ينخفض ​​هذا الخطر بعد أن يقلع المريض عن التدخين. يحفز النيكوتين الموجود في دخان السجائر الأنزيمات الكبدية ويعزز النشاط الاستقلابي للسيتوكروم P-450. ما يؤثر بشكل كبير على الحركية الدوائية للعديد من الأدوية التي تستخدم في التخدير وأثناء العمل الجراحي والتي تخضع لعملية الاستقلاب الكبدي. إن الامتناع عن التدخين لمدة 6 أسابيع يعيد الأنزيمات الكبدية والجهاز المناعي إلى المستويات الطبيعية، ما يجعل عملية استقلاب الدواء أكثر قابلية للتوقع.

ومن أهم الفوائد التي يحققها الإقلاع عن التدخين قبل العمل الجراحي:

  • يتعافى الجهاز المناعي بشكل ملحوظ بعد 6 أشهر من الإقلاع عن التدخين.
  • عند إيقاف التدخين قبل ثماني ساعات، يبدأ معدل ضربات القلب وضغط الدم في العودة إلى وضعها الطبيعي.
  • خلال 12 ساعة ينخفض مستوى النيكوتين وأول أكسيد الكربون في الجسم بشكل كبير، ويمكن أن يتحسن توصيل الأكسجين للأنسجة. يمكن أن تصل نسبة كربوكسي هيموغلوبين إلى 10% لدى المدخنين مقابل 1% فقط لدى غير المدخنين.
  • في أسبوع واحد تبدأ الأهداب في الرئة بالتعافي وتبدأ في تنظيف المخاط من الرئتين.
  • في غضون ثلاثة أسابيع، تبدأ القدرة على التئام الجروح في التحسن.
  • خلال ستة أسابيع تنتج الرئتين كمية طبيعية من المخاط، ما يساعد على التنفس الطبيعي أثناء الجراحة، وتحسين وظيفة الرئتين.
  • خلال ثمانية أسابيع، يتناقص خطر الإصابة بمضاعفات رئوية، وتتحسن الاستجابة للأدوية المخدرة.

مخاطر وتأثيرات التدخين على المريض أثناء العمل الجراحي

يؤدي التدخين إلى عدد كبير من المضاعفات التي يمكن أن تحدث خلال العمل الجراحي، ومن أهمها:

  • المخاطر القلبية: تؤدي المواد الكيميائية التي تصل إلى الجسم مع التدخين إلى تقبض الأوعية الدموية وتضيقها، ما يعرض القلب لإجهاد أكبر خلال الجراحة. ويؤهب لحدوث اضطرابات في نظم القلب ونقص التروية القلبية واحتشاء العضلة القلبية.
  • السكتة الدماغية: يشكل التدخين أحد العوامل الهامة المؤهبة لحدوث تصلب الشرايين، والذي يؤهب بدوره لحدوث جلطات دماغية قد تؤدي إلى الشلل، وكثير من المدخنين لديهم خثرات دموية في الأوعية الدموية الكبيرة في الجسم، والتي تتحرر وتنطلق من مكانها أثناء العملية الجراحية أو بعدها وتصل عبر الدم إلى الدماغ ما يؤدي إلى السكتة الدماغية.
  • الخثرات الوريدية في الساق: يمكن أن تصل الخثرات المتشكلة في الأوردة إلى الرئة مؤدية إلى صمة رئوية قاتلة.
  • مخاطر وتأثيرات التدخين على المريض بعد العمل الجراحي
  • يؤدي التدخين إلى عدد كبير من المضاعفات بعد العمل الجراحي، ومنها:
  • مشاكل أثناء الصحو من التخدير: لأن الحالة الالتهابية والمفرزات الغزيرة الموجودة في القصبات تعيق وصول الأوكسجين بشكل جيد إلى الدم، وبالتالي يحدث تهيج شديد وشعور بالاختناق خلال الصحو من التخدير، وقد يحتاج المريض لنقله إلى وحدة العناية بعد العملية.
  • اختلاطات صدرية: يعتبر المريض المدخن مؤهبًا بشكل كبير لحدوث المضاعفات الرئوية المختلفة التي قد تكون خطيرة، وخصوصًا ذات الرئة والريح الصدرية وانصباب الجنب.
  • النزيف: يعتبر حدوث النزف أكثر شيوعًا عند المرضى المدخنين نظرًا لأن المدخن يعاني عادة من السعال المتكرر والشديد بسبب التهاب القصبات المزمن، والذي يتفاقم بعد العملية بسبب الانقطاع عن التدخين خلال العملية وبعدها، ويترافق السعال مع الضغط الشديد على الأوعية الدموية، والذي قد يؤدي إلى تمزقها أو خروج الخثرات الدموية من مكانها وبالتالي حدوث النزف في مكان العملية.

المصادر: 12

Loading spinner

تحدث مع طبيب على مدار الساعةخدماتنا متوفرة طوال اليوم حيث يمكنك وصف استشارتك بوضوح وبأسهل طريقة ممكنة

Share your love