كيف يساعدك الطبيب النفسي في تخطي الأزمات؟

يشهد عالمنا في الوقت الحالي حوادث غير مسبوقة وغير عادية، ما يجعلك دومًا عرضة لضغوط مختلفة في الحياة مثل: ضغط العمل والوضع الاقتصادي وغيرها من الصعوبات التي تولد لديك مشاعر سلبية قد تؤثر على حياتك العامة، فمشاعر الإحباط والخوف والقلق والارتباك، أصبحت شائعة لدى الكثير من الناس، بمختلف أعمارهم ومستوياتهم العلمية.

لذا ننصحك دومًا بالاهتمام بصحتك النفسية التي تعد عاملًا هامًا لتطورك في جميع المجالات، وقد أصبح ذلك متاحًا لكل الأشخاص بوجود أنظمة دعم متعددة ومتاحة للجميع، هدفها تحسين شعورك والحفاظ على حالة ذهنية سعيدة وإيجابية.

قد تواجه خلال حياتك العديد من العقبات التي تعتقد أنها لن تزول أبدًا، ما يجعلك بحاجة صديق يستمع إليك ويساندك، لمثل هذه الحالات وُجد الطبيب النفسي والمعالج النفسي، إذ تم تدريبه على مساعدة الشخص في تحديد أفكاره وعواطفه وعقباته التي يريد التغلب عليها.

سنذكر في مقالنا هذا، أهم الطرق التي يستخدمها الطبيب النفسي في العلاج، وأهم الحالات التي تستوجب مراجعة طبيبك، إضافةً إلى نظرة عامة عن علماء النفس، وماذا يفعلون وكيف يمكنهم مساعدتك في التغلب على الأزمات النفسية.

من هو عالم النفس؟ وما الفرق بينه وبين الطبيب النفسي؟

قد يجهل الغالبية الفرق بين عالم النفس والطبيب النفسي، يكون عالم النفس حاصلًا على درجات علمية متقدمة في علم السلوك البشري، مع خضوعه لتدريب مهني وسريري لتقييم وعلاج الاضطرابات النفسية والعقلية، وذلك عن طريق العلاج النفسي (العلاج بالكلام)، إضافة إلى إجراء العديد من التقييمات والاختبارات النفسية. يساعدك عالم النفس على تمكين قدراتك على التعامل بشكل أكثر فعالية مع قضايا الحياة ومشاكل العلاقات واضطرابات الصحة النفسية.

بينما يمكن للطبيب النفسي تشخيص وعلاج أمراض الصحة النفسية، كما يمكنه وصف أدوية وعلاجات طبية أخرى.

باختصار، علم النفس هو دراسة العقل والعواطف والسلوك، في حين أن الطب النفسي هو مجال الطب الذي يركز على تشخيص وعلاج حالات الصحة النفسية والعقلية.

ما هو دور الطبيب النفسي؟

يساعدك طبيبك النفسي في تشخيص أي اضطراب في السلوك أو العاطفة قد تعاني منه، كما يجري اختبارات طبية و/أو نفسية متنوعة، تساعد إلى جانب الاستجواب المفصل للمريض في تحديد الحالة بدقة.

قد يسألك طبيبك عن الأعراض التي تعانيها، والأسباب التي دفعتك إلى زيارته، إضافة إلى معرفة تاريخك الطبي والعائلي، كل ذلك يساهم في وضع تشخيص دقيق للحالة وفقًا لمعايير طبية عالمية.

يقوم الأطباء النفسيون أيضًا بوضع خطط علاجية فردية، والتي يمكن أن تشمل العلاج النفسي (العلاج بالكلام) والأدوية والعلاجات الطبية الأخرى.

ما هي الحالات التي يعالجها الطبيب النفسي؟

يمكن للطبيب النفسي أن يشخص ويعالج الاضطرابات النفسية والعقلية المختلفة، مثل:

الإدمان بأنواعه، واضطراب القلق، والتوحد، واضطرابات الشخصية المختلفة، واضطرابات المزاج، والوسواس القهري، والهلع، واضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب بأنواعه بما فيه اكتئاب ما بعد الولادة، إضافةً إلى اضطرابات النوم والقلق، والفصام واضطراب ثنائي القطب، والعديد من الأمراض التي يشيع حدوثها منذ الطفولة مثل: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).

من خلال الاستجواب والاختبارات الطبية الملائمة يتوصل طبيبك إلى تشخيص الحالة، وبالتالي يضع الخطة العلاجية المناسبة مع تحديد الحاجة إلى العلاج النفسي (العلاج بالكلام). 

متى يجب عليك مراجعة طبيب نفسي؟

تذكر دومًا، أن صحتك النفسية لا تقل أهمية عن صحتك الجسدية، لذا يجب العناية بها دومًا. قد يصعب عليك طلب المساعدة في الحالات النفسية، لكن يجب عليك ألا تتردد في طلب الاستشارة.

يمكنك تدوين السلوكيات والعواطف وأنماط التفكير غير الصحية التي تراودك يوميًا، لتخبر بها طبيبك النفسي، يمكنك أيضًا استشارة طبيبك العام الذي قد يحيلك بدوره إلى الطبيب النفسي، كما قد تعاني من نوبات الاضطرابات النفسية التي تتكرر بشكل عشوائي أو نادرًا أو بشكل ثابت، عمومًا، تذكر أن تأثيرها السلبي على جودة حياتك يشير إلى ضرورة طلب المساعدة.

إذا كان لديك أي من الأعراض أو التجارب التالية، فقد ترغب في التفكير في زيارة طبيب نفسي أو إخبار طبيبك العام:

1. عدم القدرة على التحكم في عواطفك.
2. نوبات مستمرة أو متكررة من الغضب.
3. مخاوف مفرطة أو غير عقلانية.
4. الرغبة في اتباع سلوك محفوف بالمخاطر.
5. القلق و / أو الحزن المفرط.
6. تغييرات كبيرة في أنماط النوم.
7. الإدمان بأنواعه.
8. اضطرابات الطعام: النهم (التناول المفرط للطعام) والقهم (الامتناع عن تناول الطعام، مع الرغبة الملحة في تخفيف الوزن لدرجة قد تودي بحياة الشخص).
9. تراجع الأداء في المدرسة أو العمل.
10. الانسحاب من المواقف الاجتماعية.
11. الأفكار التي تدفعك إلى إيذاء النفس، أو الأفكار الانتحارية.

ما هي العلاجات التي يقدمها الطبيب النفسي؟

يختلف العلاج بين مريض ومريض آخر، إذ يقدم طبيبك النفسي علاج متعدد الطرائق، قد يشمل:

• العلاج النفسي (العلاج بالكلام).
• العلاج الدوائي.
• علاجات أخرى، مثل: العلاج الكهربائي (ECT)، يتم فيه إرسال تيار كهربائي عبر دماغك، ما يسبب زيادة قصيرة في النشاط الكهربائي داخل دماغك، أو التحفيز المغناطيسي عبر الدماغ (TMS) والذي يستخدم مجالات مغناطيسية لتحفيز الأعصاب.

العلاج النفسي

يسمّى غالبًا “العلاج بالكلام”، و يتضمن التحدث مع متخصص في العلاج النفسي، يساعدك على تحديد العوامل المؤثر في صحتك النفسية والعقلية، والتي قد تكون سببًا في المشاكل التي تعاني منها، يساعدك المعالج من خلال تطبيق خطة مدروسة على حل مشاكلك.

الهدف من العلاج النفسي هو القضاء على الأفكار والأنماط السلوكية المعيقة أو المقلقة أو التحكم فيها، حتى تتمكن من العمل بشكل أفضل. يمكن أن يكون العلاج النفسي قصير الأمد أو طويل الأمد حسب الأعراض والحالة التي تعاني منها.

العلاج الدوائي

يمكن أن يصف لك الطبيب النفسي الأدوية، إلى جانب العلاج الذي يقدمه، تعمل هذه الأدوية على تغيير الإشارات الكيميائية والتواصل داخل دماغك، مما قد يقلل من بعض الأعراض النفسية.

من أشيع الأدوية التي قد يصفها طبيبك النفسي: مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، والمنومات، ومثبتات المزاج، إضافةً إلى المهدئات ومزيلات القلق، والمنشطات.

ننوّه إلى ضرورة الالتزام بوصفة طبيبك النفسي، وعدم الاجتهاد في تناول مثل هذه الأدوية، نظرًا لما تملكه من آثار جانبية قد يصعب التعامل معها. ^[1]

اقرأ أيضًا: هل الاكتئاب مرض نفسي أم عقلي؟

  ليس معيبًا أن تطلب المساعدة للتغلب على الأزمات النفسية التي تواجهك، وكلما أسرعت في طلب المساعدة والعلاج شعرت بتحسن أكبر، وانعكس ذلك إيجابًا على حياتك. يمكنك أن تبدأ الآن وتطلب المساعدة التي تحتاجها عبر تطبيق كيورا.

انضم الآن إلى برنامج التعامل مع اضطراب القلق المعمم، لعلاج المشاكل اليومية التي تواجهك وتعيق راحتك.

المراجع 

[1] Psychiatrist, my.clevelandclinic.org, retrivated on 5/6/2023.