كيف أصل إلى حالة الراحة النفسية؟

توجد عدة طرق لتهدئة نفسك وتعزيز راحتك النفسية عندما تمر بوقت عصيب وتكون وحيدًا، أو عندما لا يتوفر أحد بقربك ليخفف عنك في وقت الحاجة. 

تأخذ تعزية الآخرين لنا أشكالًا عديدة مثل: الاحتضان أو الكلمات المريحة أو مواساة عميقة أو هدية لطيفة، لكن عندما يتعلق الأمر باحتياجاتك الشخصية وراحتك النفسية، فقد تشعر بأن تهدئة نفسك وتحقيق الراحة النفسية أمر صعب وغير مألوف، وقد لا تعرف كيفية القيام بذلك.

قد يثير تركيزك على نفسك وعلى راحتك النفسية شعورك بالذنب بطريقة ما، لكن الراحة النفسية شديدة الأهمية للرفاهية العاطفية، ويمكنك أن تشعر بها بسهولة من خلال تطوير بعض المهارات لديك.

يمكنك أن تتعلم كيفية تهدئة نفسك وجعلها بحال أفضل، كما يمكنك أن تتعلم كيفية التعامل مع المواقف العصيبة وتحديات الحياة اليومية ومصاعبها، يتم ذلك عن طريق ممارسة تقنيات التهدئة والراحة النفسية التي تساعدك على التحكم بمستويات التوتر والقلق وتعزيز صحتك العاطفية والعقلية.

كيف تشعر بالراحة؟

الراحة تعني أنك لست في محنة، وأنك تتمكن من تلبية احتياجاتك ولا تفتقر إلى أي شيء. عندما تحتاج إلى الراحة فهذا يعني أنك تفتقد لشيء ما أو أن إحدى حاجاتك لم تلبى بشكل صحيح مما جعلك غير مرتاح، وقد يؤدي ذلك إلى:

  • ضغط. 
  • قلق. 
  • اكتئاب. 

تشعر بالراحة عندما تستعيد شيئًا ما كنت تفتقده أو تستبدله بشيء آخر يهمك، كأن تشعر بالحزن واليأس بعد فقدان وظيفتك مثلًا، ثم يأتي إليك أحد الأصدقاء ليقضي معك بعض الوقت، ويحضر معك طعامه المفضل، ويقدم لك نصائح مفيدة فتشعر بالراحة حتى لو لم تقم باستبدال الوظيفة المفقودة بوظيفة أخرى، فالاهتمام والرعاية والحب عوامل مساعدة على ملء الفراغ حتى لو مؤقتًا.

عندما يتعلق الأمر براحتك النفسية، يمكنك التفكير في طرق لاستبدال أو استرداد ما ضاع منك، مثل: الانخراط في أنشطة تصرف انتباهك عن شعورك بعدم الراحة. ربما لا يُحلُّ الموقف المزعج الذي تمر به، ولكن صرف الانتباه قد يعيد ضبط مشاعرك حتى تتمكن من التماس بعض السلام والهدوء.

إذا كنت تعاني من حالة صحية مزمنة مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، فقد تحتاج إلى إيجاد طريقة أسرع تساعدك على الوصول إلى الراحة النفسية خاصة في تلك الأيام التي تكون فيها مرهقًا. [1]

ماذا تفعل عندما تحتاج إلى الراحة؟

غالبًا ما تأتي الراحة من محيطك، يمكن للأشخاص الذين يدعمونك مساعدتك على سد فجوات الشعور بعدم الراحة.

يمكنهم تقديم رفقة مؤنسة إذا كنت تشعر بالوحدة مثلًا، أو إعطائك سترة شتوية إذا كنت بحاجة إلى سترة شتوية جديدة ولكن لا يمكنك توفير المال لشرائها.

لكن شبكات الدعم الاجتماعي ليست متاحة دائمًا للجميع، فقد يحتاج البعض إلى الراحة ولا يجدها عند الأشخاص الآخرين، يمكنك عندها محاولة تهدئة نفسك بنفسك بهذه الطرق:

  1. بعض الهواء النقي

يمكن للمساحات من حولك أن يكون لها دور في إحساسك بالراحة أو التعب، فإذا كنت تمر بأوقات عصيبة أو تعاني من القلق، قد تساهم بيئتك في تعزيز أو التخفيف من هذا الشعور، ويعاني العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم أيضًا من مشاعر سببها المباني غير المناسبة للعيش بها، وهو شعور سيء يتعلق بمشاكل البناء مثل التهوية والإضاءة السيئة والإشعاع الكهرومغناطيسي.

قد تستطيع الترويح عن نفسك أو منع الإجهاد الإضافي عن طريق تحسين الإضاءة وجودة الهواء الذي تتنفسه، كما يمكنك ترك الهواء يمر عبر نافذة مفتوحة قربك أو الذهاب في نزهة إلى الحديقة. إن إدراك كيفية تأثير بيئتك عليك وإيجاد طرق لتغييرها يعد أسلوبًا رائعًا لتهدئة نفسك وتحقيق راحتك النفسية.

اقرأ أيضًا: ما فائدة المشي لصحتك النفسية؟

  1. حاول إنشاء مساحة مريحة

يمكنك أن تساعد نفسك بجعل منزلك منطقة راحة بالنسبة لك، بهذا تشجع نفسك على الشعور بالأمان والسلام عندما تمر بيوم سيء، ما يساعدك على تحسين شعورك بالراحة بشكل عام إذا كنت تواجه تحديات مستمرة.

يمكنك تحقيق أقصى قدر من مستويات الراحة في منزلك من خلال:

  • التقليل من أجهزة الاحتراق. 
  • استبدال الأثاث القديم بأثاث أفضل. 
  • إضافة ميزات الطبيعة في الداخل مثل النباتات. 
  • اختيار أنماط الإضاءة الناعمة.
  • إضافة ميزات التخميد الصوتي للتخفيف من التلوث الضوضائي. 
  • تزيين المنزل بأشياء تجلب لك السعادة. 
  • الحفاظ على الشعور بالنظام والنظافة. 

إذا كنت تعمل من المنزل فقد ترغب في تخصيص مساحة جانبية صغيرة مريحة لك، قد تكون الحمام أو شرفتك أو حتى خزانة ملابسك، تكمن الفكرة في جذب انتباهك إلى مساحة تجعلك تشعر بالسلام والراحة عندما تقضي وقتًا فيها.

يمكنك أيضًا تحديد الأماكن خارج منزلك التي تساعدك على الشعور بالراحة، ويمكنك زيارة هذه الأماكن بانتظام لتعزيز هذا الشعور أو زيارتها في الأيام التي تكون بها مرهقًا.

قد تشمل بعض الأفكار:

  • المتاحف والمعارض الفنية.
  • بحيرة أو شاطئ.
  • الحديقة العامة.
  • محمية طبيعية.
  • مسارات الدراجات.
  • مأوى للحيوانات. 
  • الفناء الأمامي أو الخلفي الخاص بمنزلك. 
  • شرفة أو سطح.
  1. جرب التعاطف مع الذات

التعاطف مع الذات، هو ممارسة تساعدك على منح نفسك نفس المستوى من اللطف الذي تظهره لشخص آخر تهتم به. قد تبدأ رحلة التعاطف مع الذات بأن تتعلم ألا تحبط نفسك وتحترمها وتتعامل معها برقة وحنان.

من أساليب التعاطف مع الذات، أن تسأل نفسك عما ستفعله لصديق عزيز إذا كان يعاني مما تعانيه، إذا كنت ستقول له كلمات لطيفة على سبيل المثال، عليك أن تقولها لنفسك.

يمكنك ممارسة التعاطف مع الذات أيضًا من خلال:

  • تدوين مشاعرك. 
  • أن تفعل شيئًا تحبه ولا يمكنك فعله كثيرًا. 
  • كتابة رسالة حب لنفسك. 
  • ممارسة التمارين الداعمة. 
  • الانخراط في تقنيات الاسترخاء التي تهدئك. 
  • عدم الحكم على ردود أفعالك ومشاعرك. 
  1. ممارسة اليقظة الذهنية

قد توفر لك ممارسات اليقظة الذهنية طريقة جديدة لإعادة تركيز أفكارك على ما هو موجود الآن، واكتساب منظور آخر حول الموقف الذي تمر به.

يمكنك ممارسة اليقظة من خلال قضاء بعض الوقت على مدار اليوم في ممارسة التنفس العميق والسماح للأفكار السلبية بالمرور دون الخوض بها أكثر.

يساعدك استخدام التوكيدات الإيجابية أيضًا على زيادة شعورك بالراحة في تلك الأيام التي تشعر فيها بعدم وجود الحافز أو اليأس.

  1. التنفيس الوجداني

التنفيس يشير إلى التحرر العاطفي، وهو تطهير النفس من أية مشاعر زائدة، إنه فن يعلمك التخلي عن مشاعرك وجعلها تعبر بسلام دون أن تؤثر فيك، لاسيما أن الأثر السلبي للمشاعر السيئة التي قد تشعر بها يتراكم مع مرور الوقت، وقد يصعب عليك العثور على طريقة بناءة للتعبير عن نفسك، كما يساعدك التنفيس الوجداني على تعلم كيفية التخلص من مشاعرك المؤذية دون التأثير سلبًا على نفسك أو على أي شخص آخر.

دع نفسك تشعر بالمشاعر التي تريدها دون أن تشكل رقابة على نفسك ودون أن تحاكمها، إذا كنت تشعر بالرغبة في البكاء على سبيل المثال، فحاول أن تبكي.

تشمل بعض الطرق الأخرى التي يمكن أن تمارس بها التطهير الوجداني:

  • كتابة اليوميات. 
  • الاستماع والغناء مع الموسيقى المفضلة لديك. 
  • الرقص على موسيقاك المفضلة. 
  • رسم ما يخطر على بالك.
  • التمارين الرياضية.
  1. الاستحمام والاسترخاء

قد يكون الاستحمام أمرًا مهدئًا ومريحًا، حيث تشير الأبحاث إلى أن القيام بتنظيف نفسك قد يساعدك على الاسترخاء ويزيد من الراحة العقلية، فقد يساعدك التنظيف الجسدي على معالجة مشاعر الذنب أو الشك أو التعب والإرهاق.

ما الذي عليك تجنبه؟

قد تلجأ إلى بعض الممارسات التي تخفف توترك عندما تمر بيوم سيء، ثم تشعر بالندم بعدها، ربما ترغب في قضاء بعض الوقت في التعرف على السلوكيات التي جعلتك تندم.

يشمل ذلك:

  • تعاطي المخدرات والكحول.
  • التسوق المفرط.
  • التواصل مع الناس غير اللطفاء.
  • الأكل بشراهة.
  • الأذى الذاتي. 

يساعدك إدراك تلك السلوكيات التي تميل إلى الندم عليها على تجنبها واستبدالها بشيء يجلب لك الراحة الدائمة.

قد لا تعرف كيف تريح نفسك أو قد تشعر بالذنب إزاء الوقت الذي تأخذه للاهتمام براحتك النفسية، تساعدك تقنيات الراحة النفسية الذاتية على زيادة شعورك بالسعادة.

كما تساعدك كتابة اليوميات وإنشاء مساحات آمنة داخل المنزل وممارسة اليقظة الكاملة والتأمل والتطهير الوجداني على تهدئة نفسك وتحقيق الراحة النفسية. [2]

اقرأ أيضًا: احتياطات للحفاظ على صحة طفلك في المدرسة

إذا شعرت أن الراحة النفسية تمثل تحديًا لك، فكر في طلب المساعدة من اختصاصي الصحة العقلية، فهو بإمكانه استكشاف السبب الجذري للصعوبة التي تواجهها ومساعدتك على تطوير مهارات التأقلم. حمل تطبيق كيورا، واستشر أمهر الأطباء.

المراجع  

[1] 6 Ways to Comfort Yourself (And Why It Matters), psychcentral.com,  retrieved on 20/5/2023.[2] Psychological Comfort: an Underestimated Superpower, medium.com, retrieved on 20/5/2023.

Loading spinner

تحدث مع طبيب على مدار الساعةخدماتنا متوفرة طوال اليوم حيث يمكنك وصف استشارتك بوضوح وبأسهل طريقة ممكنة

Share your love