5 أعراض تدل على أن طفلك يحتاج لطبيب نفسي

مع تقدم الطفل بالعمر يتابع الأهل نموه وتطور حواسه، ومن الضروري أيضًا الاهتمام بالتغيرات التي تحدث في شخصية طفلك وحالته المزاجية والنفسية وسلوكه بشكل عام. 

قد يتساءل الأهل عن طبيعة هذه الحالات والعلامات الجديدة، هل تشير لمشكلة ما؟ وهل يحتاج الطفل إلى طبيب أو معالج نفسي، ففي بعض الأحيان قد تكون تغيرات السلوك والشخصية نتيجة لتجربة مؤلمة أو موقف معين، وفي أحيان أخرى تكون حالات مؤقتة تختفي بشكل تلقائي.

ما أهم المشاكل النفسية التي تصيب الأطفال؟

هناك العديد من المشاكل والاضطرابات النفسية التي تسبب تحديًا كبيرًا خلال مرحلة نمو الطفل وتطور شخصيته، وذلك بسبب تأثيرها على قدرة الطفل على التفاعل مع محيطه الاجتماعي، بالإضافة إلى زيادة مستوى المتابعة والجهد المطلوب من الأسرة لدعم الطفل ومساعدته، إلى جانب انتشار الشدائد والتحديات الصعبة في مرحلة الطفولة، من أهم وأشيع المشاكل النفسية التي قد تصيب الأطفال والمراهقين:

  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • اضطرابات السلوك المتنوعة.
  • الاكتئاب، واضطرابات القلق.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.

ما هي الأعراض التي تدل على أن طفلك يحتاج لطبيب نفسي؟

فيما يلي أهم 5 أعراض يمكن أن تدل على حاجة طفلك لزيارة الطبيب أو المعالج النفسي في أقرب وقت:

1 – سلوك التحدي والعصيان

من الأعراض الأكثر أهمية والتي قد تشير إلى حاجة طفلك إلى المشورة الطبية النفسية، ونعني بها أن الطفل يعاني من مشاكل أو اضطرابات سلوكية تدل على العصيان والتحدي داخل المنزل وخارجه، فقد تجدين طفلك كثير الجدال والعناد والشكوى وقد يأخذ موقفًا دفاعيًا عند أصغر طلب أو محادثة. 

يجب الانتباه إلى هذه الأعراض خاصة إذا كانت تحدث بشكل متكرر أكثر من المعتاد، لأن ذلك يدل على أن طفلك بحاجة للمساعدة، وهذه الأعراض هي دليلك لذلك.

أما فيما يخص الوقت الذي يقضيه الطفل خارج المنزل، كالمدرسة والأنشطة الاجتماعية، يجب أن تتابعي طفلك عبر التواصل مع المعلمين وأولياء الأمور الآخرين الذين يتفاعلون هم وأطفالهم مع طفلك بشكل دوري، يمكنك اطلاعهم على مخاوفك وشكوكك لمساعدتك في حال ملاحظة أي سلوكيات غير طبيعية لطفلك.

2 – التبدل المفاجئ في اهتمامات الطفل

بشكل مشابه لاضطرابات السلوك يمكن أن تشير التغيرات في اهتمامات طفلك وعاداته إلى أنه يحتاج إلى طبيب نفسي أو استشارة نفسية، تعد التغيرات الكبيرة في الأكل والنوم والهوايات وغيرها من الاهتمامات الشخصية الأكثر شيوعًا والأسهل كشفًا من قبل الأهل.

في حال استمرار هذه التغيرات لأكثر من أسبوعين يجب عندها التواصل مع طبيب طفلك وتحديد موعد لإجراء فحص طبي ونفسي له، لأن الطبيب يساعد على توجيهك في الاتجاه الصحيح، خاصة إذا كانت أعراض طفلك ناتجة عن الضغوطات العاطفية والنفسية الناجمة عن حدوث تغييرات هامة في حياته.

3 – تراجع مهارات وقدرات الطفل

من الأعراض الهامة والشائعة خاصة عندما يولد شقيق جديد، أو عندما يحدث الطلاق بين الوالدين، أو حدوث أي تغييرات كبيرة أخرى في حياة الطفل في المنزل أو المدرسة، ولكن عندما يحدث هذا التراجع دون وجود سبب واضح فيجب عندها الانتباه بشكل أكبر للطفل وسلوكه ومشاعره لمحاولة كشف أسباب التراجع، وفيما يلي بعض الأمور الأكثر شيوعًا، التي تشير إلى أن طفلك قد يحتاج إلى طبيب نفسي:

  • تبليل السرير (خاصة بعد تعليم الطفل على التحكم بمثانته خلال الليل).
  • حدوث نوبات غضب بشكل متكرر.
  • قلق الانفصال والتعلق.
  • التوتر الشديد والخوف.
  • تراجع لغة الطفل وعودته لاستخدام مصطلحات الرضيع البدئية.

4 – العزلة الاجتماعية

في حال لاحظت أن طفلك يبتعد عن محيطه الاجتماعي فقد يكون ذلك علامة مهمة تشير لضرورة التركيز على طفلك بشكل أكبر من أجل فهم عواطفه ومشاعره، ففي كثير من الأحيان عندما يشعر الأطفال بالحزن والقلق والتوتر ينسحبون من المواقف الاجتماعية، ويبتعدون عن محيطهم، ويتحولون إلى أفراد منعزلين عن وسطهم الاجتماعي، ولذلك عند يبدأ الطفل بمحاولة الابتعاد عن الآخرين من حوله واللجوء إلى العزلة بشكل متكرر ودوري، يجب الاهتمام بهذه الأعراض واستشارة الطبيب المختص، ولكن ذلك في حال لم يكن الخجل والميول الانطوائية من ضمن السمات الشخصية الشائعة لطفلك منذ صغره، فيما يلي بعض الطرق التي قد يلجأ لها الطفل ليعزل نفسه عن محيطه:

  • يتناول الطعام لوحده.
  • انخفاض مستوى مشاركته خلال الحصص الدراسية في المدرسة.
  • تجنب أوقات اللعب الجماعي والنشاطات الاجتماعية.
  • ضعف الرغبة بمغادرة المنزل لأي سبب كان.

5 – أفكار عن إيذاء النفس

 أحد الأعراض الأكثر أهمية والأشد خطورة، فإذا كان طفلك يعبر عن أي مشاعر أو أفكار عن إيذاء نفسه فمن المهم طلب المساعدة فورًا، أحيانًا يمكن أن يتظاهر هذا العرض عبر تلميحات حول شعور الطفل باليأس والوحدة، ولكن في حالات أخرى قد يكون واضحًا ومباشرًا بشكل أكبر ويمكن الاعتراف به من خلال وجود أفكار انتحارية أو القيام بجروح قاطعة.

على الرغم من أن الأفكار الانتحارية قد تبدو غير مألوفة بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، لكن يجب ملاحظة أن الطفل قد يعبر عن مشاعر إيذاء النفس بالعديد من الأساليب المختلفة مثل (ضرب النفس أو ضرب الرأس بشيء ما، أو حك الأظافر بالجلد)، جميعها أعراض وعلامات على محاولة إيذاء النفس لدى الأطفال الصغار، إذا لاحظتي أي سلوك غير طبيعي قد يشير لرغبة الطفل بأذية نفسه، قومي بتدوينها وسارعي في طلب استشارة الطبيب المختص.

يجب على الأهل مراقبة أطفالهم بشكل واعٍ ودقيق من أجل ملاحظة تطور أي تحدٍ أو مشكلة أو اضطراب بشكل مبكر، وفي حال كان طفلك يحتاج إلى المساعدة للتغلب على التحديات الناجمة عن تطور شخصيته ونمو حواسه أو في حال كان يعاني من مشاكل واضطرابات مهمة، يجب على الأهل التواصل مع الطبيب أو المعالج النفسي بشكل فوري؛ لأن ذلك يساعد على تأمين حلول تساهم في التغلب على المشكلة، حتى يكون طفلك قادرًا على التمتع بطفولة سعيدة خالية من القلق والتوتر.

Loading spinner

تحدث مع طبيب على مدار الساعةخدماتنا متوفرة طوال اليوم حيث يمكنك وصف استشارتك بوضوح وبأسهل طريقة ممكنة

Share your love