ربو الأطفال: الأسباب، الأعراض، العلاج

يتعرض كثير من الأطفال لمرض الربو، فما هو؟ وكيف يمكن علاجه؟

الربو هو حالة التهابية تصيب القصبات الهوائية، ما يؤدي إلى صعوبات تنفسية من حين إلى آخر، ويصيب الأشخاص من جميع الأعمار، لكن غالبًا ما يبدأ في الطفولة، فبحسب منظمة الصحة العالمية، إنه واحد من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا عند الأطفال. ويصيب نحو 6.1 مليون طفل تحت سن 18 عامًا، إلا أنه قد يتطور لأول مرة عند البالغين، لا يوجد له علاج حاليًا، ولكن هناك علاجات بسيطة تساعد في السيطرة على الأعراض حتى لا يكون لها تأثير كبير على حياتك.

الأعراض

من الصعب التمييز بين أعراض الربو عند الأطفال والإصابات الرئوية الأخرى، وغالبًا ما تكون الأعراض مزمنة وتؤثر سلبًا على نمط حياة الطفل، ومن الأعراض الشائعة:

  •  السعال: يسوء في الليل وعند المرض.
  • أزيز: وهو صوت يشبه الصفير نسمعه عندما يتنفس الطفل.
  • ضيق نفس: يشعر به الطفل حتى إن لم يقم بأي مجهود.

بالإضافة إلى بعض الأعراض النوعية التي تختلف بحسب عمر الطفل. فالأطفال بعمر 1 – 2 سنة لا يستطيعون التعبير عما يشعرون به جيدًا، لذا على الأهل مراقبة ظهور أي أعراض جديدة لديهم مثل صعوبة في النوم ليلًا، أو صعوبة في التنفس أثناء اللعب، وتعب أكثر من العادة، وتأخر الشفاء من الأمراض الرئوية، أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا فتظهر عليهم أعراض إضافية كانخفاض الطاقة أثناء النهار، وآلام في الصدر، وسعال مستمر في الليل فقط. 

نوبات الربو

تحدث في حال عدم الالتزام بالعلاج أو عند التعرض لإحدى المحرضات، وهي حالة مهددة للحياة في حال عدم اتخاذ التدابير اللازمة وتتمثل في ضيق تنفس شديد، وازرقاق الشفاه، وانخفاض ضغط الدم، وارتفاع أو انخفاض في النبض، والشعور بالتهيج والارتباك والتشويش.

وفي حال اتباعك التعليمات التالية يمكنك تخطيها بالرغم من خطورتها:

  • الجلوس بشكل مستقيم لإبقاء الطرق التنفسية مفتوحة قدر الإمكان وحاول أن تأخذ نفسًا بطيئًا وثابتًا لأن الخوف سيزيد الأمر سوءًا.
  • وخذ نفخة من جهاز الإنشاق كل 30-60 ثانية بحيث لا يتجاوز 10 نفخات.
  • اتصل بالإسعاف في حال عدم وجود الجهاز أو عدم الاستفادة من استخدامه.

ويصنف الأطباء مرضى الربو حسب حدة الأعراض لديهم إلى أربعة أقسام:

  • خفيف ومتقطع: أعراض خفيفة تستمر يومين في الأسبوع وحتى ليلتين في الشهر.
  • خفيف ودائم: أعراض تظهر أكثر من مرتين في الأسبوع، ولا تزيد عن مرة واحدة في اليوم الواحد.
  • معتدل ودائم: أعراض تظهر مرة واحدة في اليوم وأكثر من ليلة في الأسبوع.
  •  حاد ودائم: أعراض مستمرة على مدار اليوم في معظم الأيام، وكثيرة الحدوث في الليل.

ويساعد تحديد درجة حدة الربو لديك في اختيار العلاج الأفضل، ومع الوقت تتغير حدة الربو عادةً، ما يتطلب إجراء تعديلات على العلاج.

الأسباب

يحدث الربو عند الأطفال نتيجة عوامل عديدة منها وراثية أي وجود قصة عائلية للإصابة بالربو، أو تحسسية فوجود حساسية تجاه عوامل معينة تزيد خطر تطور الربو، أو التهابية إذ تؤدي الالتهابات المتكررة إلى تطور أعراض الربو عند الأطفال خصوصًا من هم تحت سن الخامسة.                                                                                                   

وكذلك تتسبب بعض المحرضات بتفاقم الأعراض وربما تؤدي إلى تحريض نوبة ربو، ومن المحرضات الشائعة: الأمراض التنفسية مثل الزكام أو الرشح، والتمارين الرياضية خاصة في الطقس البارد أو الجاف أو الرطب، الدخان وتلوث الهواء من التبغ أو التلوث الصناعي، الحساسية تجاه الحيوانات أو الغبار أو العفن أو غيرها.    

إن معرفتك لمحرضات الربو عند طفلك تمكنك من تفادي نوبات الربو قدر الإمكان، من خلال إضافة بعض التعديلات على نمط الحياة، وتعليمه عادات النظافة الشخصية التي تقلل خطر إصابته بالزكام والرشح، وتنظيف المنزل جيدًا من الغبار والمحسسات الأخرى قد يقلل من الأعراض الناتجة عن الحساسية.

تشخيص ربو الأطفال

يكون تشخيص الربو عند الأطفال صعبًا أحيانًا، لكن هناك بعض الطرق التي تساعد الطبيب على ذلك مثل امتلاك قصة عائلية للإصابة بالربو، وإجراء اختبارات تحسس جلدية أو دموية في حال الشك بوجود سوابق تحسسية، وتصوير الصدر صورة بسيطة لنعرف فيما إذا كان الربو سبب الأعراض أم أنّها إصابة رئوية مغايرة.

العلاجات

لا يوجد علاج شافٍ للربو لكن بدلًا من ذلك يركز الأطباء على تقليل أعراض الحالة أو القضاء عليها، وذلك عن طريق علاجات قصيرة الأمد وطويلة الأمد وتغييرات في نمط الحياة بما يساعد في ضبط الأعراض. ومن هذه العلاجات لدينا أجهزة الاستنشاق وهي نوعان:إحداها تساعد في تحسين الأعراض في أثناء حدوثها، وأخرى توقف تطور الأعراض، وقد يحتاج البعض أجهزة تقوم بالدورين معًا.      

بالإضافة إلى بعض الأدوية التي نستخدمها في حال عدم كفاية الأجهزة في ضبط الأعراض ومنها مثبطات مستقبلات اللوكوترين وهي الأدوية الرئيسية المستعملة في علاج الربو وتوجد بشكل شراب أو بودرة، ونستخدم الثيوفلين أو الستيروئيدات في حال عدم حصول المريض على الفائدة المرجوة من الدواء السابق، وعلاجات أخرى كالحقن والجراحة التي نادرًا ما تستخدم لكن يوصى بها إذا لم تساعد العلاجات السابقة، إذ يساعد الحقن في ضبط الأعراض عند المرضى الذين يعانون الربو الشديد، لكنها غير ملائمة للجميع ولا تؤخذ إلا بوصفة من أخصائي ربو، أما جراحيًّا فيُدخَل أنبوب لين رفيع عبر الحلق إلى داخل الرئتين ويُصدر حرارة ترخي العضلات المحيطة بالقصبات مما يؤدي لتوسعها والتقليل من حدة الأعراض وتعد هذه الطريقة آمنة للمريض.

المصدر: 1

Loading spinner

تحدث مع طبيب على مدار الساعةخدماتنا متوفرة طوال اليوم حيث يمكنك وصف استشارتك بوضوح وبأسهل طريقة ممكنة

Share your love