لا يعرف الاكتئاب وقتًا للراحة أو وقتًا للعمل، فهو يحدث في كل الأوقات ويؤثر على مزاجك وأدائك في جميع الأحوال، كما قد يسبب صعوبة في التعامل مع عدة جوانب من حياتك خاصة العمل، قد يفقدك الشغف ويمتص طاقتك ويثير تساؤلات سوداء في رأسك، يتحسن الاكتئاب بالعلاج والرعاية المناسبين وتعود الأمور إلى السيطرة.

في هذا المقال يمكنك التعرف على المزيد عن الاكتئاب والعمل، أعراضه وعلاماته وكيفية التعامل معه، وإمكانية الحصول على المساعدة.

المحتويات

ما هو الاكتئاب؟

الاكتئاب هو إحدى مشكلات الصحة النفسية الخطيرة التي قد تؤثر على أي شخص، تميل النساء لأن يكنّ أكثر عرضة للإصابة به، وعادة ما تظهر علامات وأعراض الاكتئاب في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينيات، لكنه قد يحدث في أي وقت آخر من حياتك، والاكتئاب الذي لا يعالج يؤثر على أدائك في العمل وإنتاجك، وقد يعاني العديد من الموظفين من الاكتئاب ويتغيبون عن العمل أو يطردون من وظائفهم بسببه.

اقرأ أيضًا: ما هي أعراض الاكتئاب الجسدية؟

كيف يؤثر الاكتئاب على قدرة الشخص على العمل؟

فيما يلي أهم الطرق التي قد يتظاهر بها الاكتئاب أثناء العمل:

الشعور بالإحباط وانخفاض الطاقة في العمل:

قد تشعر أنك حزين في العمل أو غير متحمس لما تقوم به أو أنك تريد العودة إلى المنزل والاستلقاء في الفراش، وقد تعاني من التشتت وقلة التركيز و الانتباه ونسيان بعض المهام الموكلة إليك.

انعدام الحافز:

يصعب عليك تحفيز نفسك للذهاب إلى الاجتماعات أو تنظيم مهام عملك اليومية أو حتى التواصل مع زملائك وعملائك.

نفاد الطاقة:

قد تشعر وكأن أحدهم استنفذ بطاريتك، وتبدو مهامك المعتادة الآن أصعب بكثير من السابق، ويمكن أن يسلبك الاكتئاب قدرتك على الإنجاز ويشلّ أداءك، فلا تستمتع بما كنت تستمتع به في السابق ولا تجد طاقة كافية لتقوم بأشياء كنت تقوم بها بمنتهى السهولة.

التركيز على الأخطاء و الإخفاق:

يجعلك الاكتئاب تحبط نفسك من دون قصد، فتخشى أن تقوم بأي شيء قد يجعلك ترتكب خطأ ما، وتبدأ في المماطلة و التسويف، ثم تقل ثقتك بنفسك و لا تتمكن من اتخاذ القرارات حتى الصغيرة منها. ^[1]

كيف تتعامل مع الاكتئاب في العمل؟

يمكنك التعامل مع الاكتئاب في العمل من خلال الخطوات التالية:

معرفة أين تكمن المشكلة:

عليك أن تحدد مكان المشكلة أولًا، هل تكمن في التركيز، أم في مواعيد التسليم، أم في الأشخاص الذين تعمل معهم أم في بيئة العمل غير المريحة، أسأل نفسك بكل وضوح أين هي المشكلة، واستعن بالورقة والقلم لتنظيم أفكارك.

بمجرد أن تعرف ما هي المشكلات التي تواجهها يمكنك تحديد أهداف صغيرة ووضع خطة لإنجاز أهدافك في كل يوم. تذكر أن العمل وسيلة لتحقيق غاية، فكّر في غايتك وقيّم قدرتك على تحقيقها من خلال عملك، هل أنت قريب من تحقيق غايتك؟

الحصول على راحة كافية

قد تحتاج إلى بعض الراحة إذا كان العمل أحد مسببات الاكتئاب لديك، حيث تُظهر بعض الدراسات أن قضاء الكثير من الوقت بعيدًا عن النظام والروتين قد يفاقم اكتئابك، لكن أفضل طريقة للتعامل مع الاكتئاب أثناء العمل في الحالتين هي تجنب الإجهاد غير الضروري.

الحرص على التواصل الفعال مع زملائك

فكر في إخبار مديرك في العمل وزملائك عما تمر به، بحيث يمكنهم تقديم الدعم والعمل معك للعثور على أفضل خطة ممكنة للاستمرار في العمل، هذا يسهل العمل في فترات الاكتئاب.

غالبًا ما نميل إلى عزل أنفسنا عندما نشعر بالاكتئاب لكن هذا في الواقع أسوأ شيء قد نفعله، بدلًا من ذلك، عليك أن تجرب التحدث مع زملائك أو التواجد معهم في نفس المكان، حوار قصير معهم حول تجربتك مع الاكتئاب لا يجعل الأمر طبيعيًا فحسب بل يتيح لهم تقديم الدعم الذي تحتاجه لتحسين أدائك.

إذا كان التحدث مع زملائك أمر صعب وغير ممكن في المكان الذي تعمل فيه، فكر في التحدث مع صديق خارج مكان العمل حول ما يجري معك من أحداث، البوح يخفف العبء الذي تشعر به.

وضع جدول أعمال مرن

حاول أن تتعاون مع مديرك في الوظيفة لإنشاء جدول أعمال أكثر مرونة، تشير الأبحاث إلى أن الجداول الزمنية المرنة تزيد الإنتاجية في مكان العمل. اسأل مديرك في العمل كيف يمكنك وضع خطة تناسبكما معًا بحيث تبذل قصارى جهدك كل يوم دون أن تزيد الضغط على نفسك.

تقسيم المهام والأهداف الكبيرة

قسّم مهامك الكبيرة إلى أجزاء أصغر لتحسين تركيزك، وخذ استراحة قصيرة لعدة دقائق بعد الانتهاء من كل جزء من المهمة، سيشعرك الأمر بمزيد من الإنجاز عند إكمال كل المهام الصغيرة الملقاة على عاتقك، مما يمنحك حافزًا للاستمرار ويعيد ثقتك بإنتاج.

كيف تخفف الإرهاق الناتج عن العمل؟

الشعور بالإرهاق أو فقدان التركيز أو الحافز أو الاهتمام بما تقوم به هي طريقة عقلك ليخبرك أنه يحتاج إلى قسط من الراحة، لا تتجاهل الإشارات التي يرسلها دماغك، وخذ قسطًا من الراحة.

حاول أن تجعل فترات الراحة الخاصة بك ذات مغزى، وأن تستغلها لتحريك جسدك و الخروج من مكان العمل، حيث تزيد الحركة من تدفق الدم إلى الدماغ وبالتالي تساعدك على تقليل الاكتئاب والأفكار الضبابية.

فيما يلي عدة أفكار لأشياء مفيدة في وقت الاستراحة من العمل:

انتقل إلى غرفة أخرى وشاهد مقطع فيديو ممتع.
مارس التنفس العميق أو التأمل.
انهض من كرسيك وتجول.
اخرج واجلس في حديقة.
تحدث مع صديق.
جرب السير إلى المقهى المفضل لديك وتناول مشروبًا تحبه.

بالإضافة لذلك حاول إضفاء طابعك الشخصي على منطقة عملك، لأن ذلك سيحسن مزاجك الذي يؤثر بدوره على أعراض الاكتئاب، لذا اجعل منطقة عملك مكانًا مريحًا وهادئًا.

جرب وضع بعض الصور على مكتبك أو إضافة نبتة أو اثنتين أو تزيين المكان بألوان تساعدك على الاسترخاء. أضف أي شيء قد يجعلك سعيد أو يعيد شحن طاقتك إلى مكان عملك، أي شيء يمنحك لحظة قصيرة من السعادة والراحة سيحسن مزاجك ويزيد إنتاجك.

اطلب المساعدة عند اللزوم

يُعد الاكتئاب في مكان العمل أحد أكبر المشكلات التي تجعل الموظفين يطلبون المساعدة، ومع ذلك يتجاهل العديد من الموظفين المصابين بالاكتئاب ذلك، بسبب خوفهم من التأثير الذي يمكن أن يحدثه الأمر على وظائفهم، اطلب المساعدة من أخصائي صحة عقلية إذا شعرت أن التعامل مع الاكتئاب أصبح فوق طاقتك، تذكر، كلما طلبت المساعدة مبكرًا كلما كان ذلك أفضل.

من الجيد هنا اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية وتخصيص بعض الوقت لممارسة الرياضة. تشير الدراسات إلى أن فعالية التمارين المنتظمة قد تكون بنفس فعالية مضادات الاكتئاب فيما يتعلق بالتعامل مع أعراض الاكتئاب، تجنب الكحوليات والتدخين لأنها قد تزيد من اكتئابك، وحاول الحصول على سبع ساعات من النوم على الأقل كل ليلة. ^[2]

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟

إذا كنت تتعامل مع أعراض الاكتئاب، فتذكر أنك لست وحدك، يشعر الكثير من الناس بنفس الشعور وليس هناك ما يدعو للخجل، المساعدة متاحة، لا تتردد في طلبها عبر تطبيق كيورا.

انضم الآن إلى برنامج العودة للحياة بعد الاكتئاب، والذي يشرف عليه أفضل الأطباء المتخصصين في المملكة.