كيف تعزز الصحة النفسية لطفلك؟

من السهل على الآباء والأمهات معرفة الاحتياجات الجسدية لأطفالهم مثل: الغذاء المتوازن والملابس الدافئة في فصل الشتاء والحاجة للنوم في ساعة محددة، ولكن قد لا تكون احتياجات الطفل النفسية والعاطفية بهذا الوضوح؛ لذلك من المهم مراقبة طفلك بشكل جيد ومتابعة صحته النفسية والعاطفية وتعزيزها، لأن اهتمامك بالصحة النفسية لطفلك يساعده على التفكير بوضوح والتطور اجتماعيًا وتعلم مهارات تواصل جديدة، بالإضافة إلى ذلك فإن وجود الأصدقاء الجيدين لطفلك، والكلمات المشجعة من الكبار عناصر مهمة للغاية تساعدهم على تنمية الثقة بالنفس وتقدير الذات، بالإضافة إلى تطوير منظور عاطفي صحي تجاه الحياة.

ما أهمية الصحة النفسية للأطفال؟

إن الصحة النفسية والعاطفية حجر الأساس لتطور ونمو الطفل بشكل سليم، حيث أن حاجة الأطفال لصحة نفسية جيدة لا يقتصر على دورها في مساعدتهم على مواجهة التحديات والتكيف معها، بل تساعدهم أيضًا على تقدير ذاتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، بالإضافة إلى بناء علاقات اجتماعية سليمة وصحية مع الآخرين.

يمكن للصحة النفسية للطفل أن تتأثر بالعديد من العوامل، كالعائلة والحياة المدرسية وتحديات الحياة العملية، وعلى الرغم من أن الأطفال معرضون للإصابة بالمشاكل النفسية في أي عمر، إلا أن نسبة خطر الإصابة بالمشاكل النفسية ترتفع بين 12-16 سنة.

يحق لكل الأطفال الشعور بالسعادة والحصول على حياة صحية، والقدرة على الوصول للرعاية الفعالة للوقاية أو علاج أي مشاكل نفسية أو جسدية قد يتعرضون لها، وهنا تتضح أهمية تعزيز الصحة النفسية للطفل حتى يتمكن من مواجهة جميع التحديات التي قد يتعرض لها وطلب المساعدة عند الحاجة لها.

ما أهم المشاكل النفسية التي قد تواجه الأطفال؟

جميعنا نشعر بالحزن والغضب والانزعاج في بعض الأحيان خاصة الأطفال، ولكن في حال كان طفلك يعاني من هذه المشاعر لمدة طويلة، فقد يشير ذلك إلى حاجته للمساعدة، كما قد نشاهد بعض العلامات الأخرى مثل: صعوبة التكيف مع التغييرات أو صعوبة التأقلم مع الآخرين أو المحافظة على اهتمام مستمر بالنشاطات المختلفة.

يمكن للأطفال أن يعانوا من طيف واسع من المشاكل النفسية خلال نموهم، ومن أهم المشاكل النفسية التي قد يعاني منها طفلك:

  • مشاكل مرتبطة بالعلاقات الاجتماعية (العائلية أو مع أقرانه).
  • اضطرابات تناول الطعام (بسبب اضطراب تصور الجسم).
  • التنمر (متضمنًا التنمر الإلكتروني).
  • الإساءة (الجسدية أو العاطفية).
  • الشعور الدائم بالحزن أو الاكتئاب.
  • القلق والتوتر.
  • أذية النفس أو الانتحار.

وقد لاحظ العديد من الخبراء ازدياد تطور المشاكل النفسية لدى الأطفال، خاصة خلال جائحة كورونا COVID-19 والتي نجم عنها حجر صحي لفترة طويلة؛ مما أدى إلى تطور عدة مشاكل نفسية وعاطفية لدى الأطفال، ففي حال لاحظت ظهور علامات تشير إلى إصابة طفلك بمشكلة نفسية أو عاطفية فمن المهم طلب المساعدة. [1]

اقرأ أيضًا: خمس نصائح للحفاظ على صحة الطفل

كيف تعزز الصحة النفسية لطفلك؟

الصحة النفسية للطفل لا تقل أهمية عن صحته الجسدية لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الإجهاد والسلوك والأوساط الأكاديمية (كالمدرسة)؛ لذلك يجب على جميع الآباء والأمهات العمل على تعزيز صحة طفلهم النفسية لضمان تطور ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة الصعوبات والتحديات والتكيف معها، ويمكن أن يتم ذلك عبر اتباع ما يلي:

اعتنِ بصحتك النفسية أولًا: من أفضل الأمور التي تساعد على الحفاظ على صحة طفلك النفسية هو اعتنائك بصحتك النفسية، لأن ذلك يساعد على بناء قالب من العادات السليمة والصحية، بالإضافة إلى إنشاء بيئة صحية لنمو وتطور طفلك، تذكر أن طفلك يشاهدك، لذلك يجب عليك أن تكون مثل إيجابي له في التعامل مع المواقف المثيرة للقلق والتوتر والمحافظة على هدوئك وصحتك النفسية.

بناء الثقة: تلعب علاقتك مع طفلك دورًا كبيرًا في صحته النفسية والعلاقات المتينة تبدأ ببناء الثقة، ومن الأساليب التي تساعد على إنشاء جسر ثقة بينك وبين طفلك هو عبر تأمين شعور الأمن والأمان له، وهذا يعني تلبية حاجات طفلك الجسدية والعاطفية عبر الاعتناء به في جميع المواقف وخاصة عند شعوره بالخوف أو القلق أو الحزن.

تعزيز وتشجيع العلاقات الصحية: إن علاقة الأطفال بآبائهم علاقة هامة للغاية ولكنها ليست العلاقة الوحيدة المهمة، فالطفل الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة يمتلك عدة علاقات مع أفراد مختلفين من العائلة مثل: الجد والجدة، بالإضافة إلى علاقات مع الأصدقاء والجيران، لذلك امنح طفلك فرصة التواصل مع وسطه الاجتماعي وخاصة أصدقائه المقربين، فإن الحفاظ على هذه العلاقات والروابط يساعد على تطور الطفل ونمو صحته النفسية.

تعليم الطفل كيفية التعامل مع التوتر: تعد حماية طفلك من الصدمات كالإساءة والتنمر من الأمور المهمة، ولكن لا يمكنك منع طفلك من الشعور بالتوتر، فالتوتر هو جزء لا يتجزأ من الحياة الطبيعية لأي إنسان، لذلك فإن تعلم كيفية التعامل مع التوتر بطريقة صحية في عمر صغير يسمح للطفل بالنجاح مستقبلًا، على سبيل المثال: لا بد من حصول خلافات مع الأصدقاء والفشل في أداء الواجبات المنزلية في وقت أو آخر، علّم أطفالك المهارات التي يحتاجون إليها للتعامل مع هذه الظروف الآن من أجل بناء شخصيتهم.

إنشاء عادات صحية: كالغذاء المتوازن، والنوم لمدة كافية وممارسة التمارين الرياضية جميعها عوامل مهمة للصحة النفسية لطفلك، ولا تقتصر فائدتها على صحته الجسدية؛ لذلك درّب طفلك على تطوير عادات صحية تساعد بالحفاظ على سلامة جسمه وعقله.

تنمية وتطوير تقدير الذات: مساعدة الأطفال على تنمية تقديرهم لذاتهم مما يمكن أن يدعم صحتهم النفسية بشكل كبير، وهذا يتضمن شقين على الوالدين القيام بهما، بدايةً يجب أن تقوم بدورك في تعزيز احترام طفلك لذاته، ثم يجب أن تعلم طفلك كيفية تنمية احترامه لذاته، ويتم ذلك عبر:

  • تقديم الدعم والإطراء الواقعي والصريح: تجنب تقديم الإطراء نحو الأشياء التي لا تستطيع التحكم بها كذكاء طفلك، وقم بتقديم الإطراء على جهد الطفل دون الإفراط بالإطراءات.
  • تقديم الفرصة للاستقلالية: فالأطفال يشعرون بالثقة عند قيامهم بشيء ما لوحدهم.
  • مساعدة الطفل على تنمية أسلوب الحوار مع الذات: فعندما يتحدث طفلك بسلبية اطرح عليه بعض الأسئلة لمعرفة سبب المشكلة، ولمساعدته في الوصول لحلول صحية وتطوير حواره مع نفسه.

تأمين وقت للعب والاستمتاع: يحتاج جميع الأطفال للعب، وفي الحقيقة يحتاج البالغون لذلك أيضًا، لذلك خصص بعض الوقت بعيدًا عن العمل أو الواجبات المنزلية والالتزامات الأخرى لممارسة بعض النشاطات مع طفلك كاللعب أو الرسم وغيرها؛ يساعد ذلك على تعزيز شعور الطفل بأهميته بالنسبة لوالديه ويعزز ذلك علاقته معهما.

مراقبة علامات الخطر: وذلك عبر مراقبة الحالة العاطفية لطفلك مثل: حزنه أو قلقه تجاه حدث طبيعي  كمقابلة أناس جدد، كما يجب الانتباه لبعض العلامات والأعراض الجسدية مثل: عدم القدرة على الجلوس ساكنًا أو صعوبات التركيز وغيرها من العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة نفسية، وبالتالي كشفها بشكل مبكر ومعرفة أساليب علاجها.

طلب المساعدة عند الحاجة: فقد أثبتت الدراسات أن 21% من الأطفال المصابين بمشاكل نفسية يحتاجون لعلاج، لذلك يجب عليك التواصل مع مقدم الرعاية الصحية بشكل فوري عند شعورك بحاجة طفلك لذلك؛ حتى يتلقى العلاج المناسب لحالته. [2]

كن سباقًا في الحفاظ على صحة طفلك النفسية قدر الإمكان، عبر اتباع النصائح السابقة وتعزيز علاقتك به، ولكن عند ملاحظة علامات مهمة تشير إلى وجود مشكلة، قم بالتواصل مع طبيب طفلك واشرح له مخاوفك، فقد يساعد ذلك على الكشف عن وجود مشكلة مهمة، وعندها يمكن أن يكون التدخل المبكر مفتاحًا لعلاجها بشكل جذري وفعال، ويمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق كيورا انضم الآن إلى برنامج علاج القلق النفسي عند الأطفال والمراهقين.

اقرأ أيضًا: 5 طرق لضمان صحة الطفل في موسم المدارس

المراجع

[1] 14 Ways to Boost Your Child’s Mental Well-being, www.healthhub.sg, retrieved 15/2/2022

[2] How to Improve Your Child’s Mental Health, www.verywellfamily.com retrieved 15/2/2022

Loading spinner

تحدث مع طبيب على مدار الساعةخدماتنا متوفرة طوال اليوم حيث يمكنك وصف استشارتك بوضوح وبأسهل طريقة ممكنة

Share your love