عشر أدوية يُمنع على الحامل تناولها نهائيًا

هناك أحاديث كثيرة حول تناول المرأة الحامل للأدوية، فما هي تلك الأدوية الممنوعة عن الحامل؟

تمثل فترة الحمل مرحلةً حساسةً في حياة كل امرأة، إذ تترافق مع تبدلات جسدية وهرمونية ونفسية قد تؤثر إلى درجة كبيرة على نمط حياتها، وهذا يُلزمها باتباع نظام جديد يضمن حصولها مع طفلها على أفضل عناية للوصول إلى فترة الولادة بسلام. يُعد تناول الأدوية موضوعًا حاسمًا عند الحوامل، فعندما تشعرين بالمرض، ستفكرين مليًا قبل تناول الأدوية، وسيراودك القلق إزاء آثارها الضارة على جنينك، وينتابك الخوف من التشوهات والأمراض الكثيرة التي قد تسببها للطفل في مراحل نموه المبكرة.

لعل المشكلة الأكبر التي تواجهنا في دراسة الأدوية على الحامل هي عدم قدرة الباحثين على إجراء التجارب على البشر مباشرةً، لذلك تبقى أغلب الأدوية دون تأثير واضح في فترة الحمل، وتقتصر المعلومات التي نملكها على التجارب الحيوانية التي قد لا تمثل بالضرورة التأثير الحقيقي على الحمل عند البشر، فلا يمكننا الجزم بأمان دواءٍ ما دون وجود دراسات محكمة، وهذه الدراسات تمنعها أخلاقيات العلوم والأدب الطبي لأسباب واضحة.

القاعدة هنا بسيطة: لا تجربي أي دواء في فترة الحمل إلا للضرورة القصوى وبإشراف طبي، حتى لتدبير الحالات البسيطة مثل الصداع. وفي هذا المقال، سنذكر بعض الأدوية الشائعة التي عليك تجنبها في فترة الحمل مع أهم تأثيراتها الجانبية على صحتك وصحة جنينك:

1. السيبروفلوكساسين والليفوفلوكساسين:

ينتمي هذان الدواءان إلى المضادات الحيوية من زمرة الفلوروكينولونات، وقد يسببان اضطرابات في نمو عضلات الجنين وجهازه الهيكلي إضافةً إلى آلام المفاصل والضرر العصبي عند الأم. يزيد هذان الدواءان من خطورة تمزق الشريان الأبهر، وهي حالة مهددة للحياة، إضافةً إلى زيادة خطورة الإسقاط بناء على الدراسات الحديثة.

2. التريميتوبريم:

ينتمي هذا الدواء أيضًا إلى المضادات الحيوية، وهو شائع الاستخدام في علاج عدوى الجهاز البولي الذي يصيب النساء بكثرة خاصةً خلال الحمل، لكن يتسبب هذا المركب في إصابة الجهاز العصبي ببعض العيوب، ما يؤثر على تطور الدماغ عند الطفل في مرحلة النمو.

3. الكودئين:

يُعد الكودئين من المسكنات القوية شائعة الاستعمال، ويتوافر ضمن مركبات دوائية عديدة منها السيتاكودئين، ويباع أحيانًا دون وصفة لعلاج السعال. قد يسبب هذا الدواء إدمانًا يقود إلى أعراض انسحاب عند الطفل المولود حديثًا.

4. الإيبوبروفين:

ينتمي الإيبوبروفين إلى مضادات الالتهاب ومسكنات الألم عديدة الاستطبابات، وهو شائع الاستخدام في آلام والتهابات الجهاز العضلي الهيكلي على وجه الخصوص. قد تسبب الجرعات العالية من هذا الدواء اضطرابات خطيرة تشمل:

  • الإجهاض.
  • تأخر الولادة.
  • الانغلاق الباكر للقناة الشريانية الجنينية، وهي اتصال شرياني هام في مرحلة الجنين.
  • اليرقان.
  • النزف عند الأم والجنين.
  • التهاب الأمعاء النخري، أو تضرر بطانة الأمعاء.
  • نقص مستويات السائل الأمينوسي.
  • تضرر المادة الدماغية.
  • اضطراب مستويات فيتامين K.

يعتبر العديد من الأطباء هذا الدواء آمنًا في الجرعات الصغيرة، لكن من المهم تجنب تناوله في الثلث الثالث من الحمل لأن هذه المرحلة تحمل خطورة حدوث التشوهات القلبية عند الطفل النامي.

5. الوارفارين:

يعمل هذا الدواء على تخفيف كثافة الدم، وينتمي إلى المميعات الفموية التي تعالج الخثرات الدموية وتقي منها، لكنه قد يسبب عيوبًا ولاديةً عديدة. من الأفضل تجنب هذا الدواء واستبداله بمميع آخر (مثل لوفينوكس، وهو هيبارين منخفض الوزن الجزيئي) خلال الحمل، عدا في الحالات التي تتخطى فيها خطورة التخثر الدموي أذية الجنين، وهي ناحية يعود تقديرها إلى الطبيب المختص.

6. الكلونازيبام:

يستخدم كلونازيبام للوقاية من النوب العصبية واضطراب الهلع، ويوصف أحيانًا لعلاج نوب القلق والنوب الهلعية. إن تناول هذا الدواء خلال الحمل قد يقود إلى متلازمة الانسحاب في حديثي الولادة.

7. اللورازيبام:

يشيع استخدام اللورازيبام في علاج القلق واضطرابات الصحة العقلية الأخرى، لكنه يسبب عيوبًا ولادية وأعراض انسحاب مهددة للحياة لدى الطفل بعد الولادة.

8. الريتان (إيزوتريتينوين):

يشيع استخدام إيزوتريتينوين لعلاج حب الشباب وتصفية البشرة خصوصًا عند الشابات في سن البلوغ. يحمل هذا الدواء خطرًا مرتفعًا للإجهاض عند المرأة الحامل أو قد يحرض الولادة المبكرة ويضع الطفل في خطر كبير. ينتمي الدواء إلى الأدوية الماسخة للأجنة، إذ قد يسبب تشوهات وجهية قحفية وقلبية وعائية وعصبية وفي غدة التيموس. تنصح معظم المؤسسات الصحية العالمية بتجنب استخدام الدواء خلال فترة الحمل أو لدى المقبلات على الحمل.

9. أرثروتيك (ديكلوفيناك الصوديوم/ميزوبروستول):

يستخدم هذا الدواء لعلاج آلام المفاصل الناجمة عن الفصال العظمي والتهابات المفاصل الرثياني. يشمل هذا الدواء مركبين: الديكلوفيناك، وهو مضاد التهاب ومسكن للألم، والميزوبروستول، أحد الأدوية المستخدمة في حالات الإجهاض، لذا قد يحمل الأرثروتيك خطرًا مرتفعًا جدًا لإحداث التشوهات والإسقاطات.

10. مشتقات فيتامين A:

توجد مشتقات فيتامين A في العديد من المتممات الغذائية والأدوية (مثل الريتان)، إذ وجد أنها تسبب تشوهات شكلية في الرأس والدماغ والحبل الشوكي في الجرعات المرتفعة.

تمثل الأدوية السابقة نموذجًا بسيطًا من المركبات الواجب تجنبها في فترة الحمل، إذ تطول قائمة الأدوية الممنوعة في هذه المرحلة، وتبقى أدوية أخرى دون معلومات واضحة حول التأثير على المدى القصير أو الطويل، لذا من المهم الموازنة بين الأعراض المرضية والحاجة إلى تدبيرها مقابل سلامة الأم والجنين. إذا قررت استخدام الأدوية، نوصيك باللجوء إلى الفئة A من أدوية الحمل فهي ذات الخصائص الأسلم والأفضل سمعة، إذ جربتها الكثير من النساء دون تأثيرات جانبية مذكورة، بينما تحمل فئات الأدوية الأخرى خطرًا محتملًا لا يمكن صرف النظر عنه. ننصحك ختامًا باستشارة الطبيب قبل تناول أي دواء وقبل تدبير أي عرض مع قراءة الملصقات الموجودة على علب الأدوية والتأكد من الجزء الخاص بالحمل والإرضاع حفاظًا على صحتك وسلامة جنينك.

المصادر: 123

Loading spinner

تحدث مع طبيب على مدار الساعةخدماتنا متوفرة طوال اليوم حيث يمكنك وصف استشارتك بوضوح وبأسهل طريقة ممكنة

Share your love